أصدر مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب دراسة تفيد بأن التخوّف من الجيش المصريّ ما زال قائماً في المنظومتين الأمنيّة والسياسيّة في “إسرائيل”، وذلك إثر تطور العلاقات بينها وبين ومصر في الآونة الآخيرة.
حيث قالت الدراسة: “إنّ توطّد العلاقات الثنائيّة بين الدولتين هو وليد حاجةٍ ماسّةٍ لمُحاربة الإرهاب في سيناء، وبالتالي فإنّ الحديث يجري عن تعاونٍ مؤقتٍ سينتهي عاجلاً أمْ آجلاً مع انتهاء مصر من حربها على الإرهاب في سيناء”.
وبما أن “إسرائيل” تدعم مصر لمحاربة الإرهاب في سيناء، فإن لم تنجح مصر في القضاء عليه، وسمحت بانزلاق هذا الإرهاب إلى قلب مصر نفسها، ستنتقل مصر إلى مرحلةٍ جديدةٍ في محاربة الإرهاب تتميّز بتعبئة العشائر البدويّة في سيناء لمحاربة “ولاية سيناء”، وخطة لتحسين الوضع الاقتصادي في سيناء، والتعاون الوثيق مع “إسرائيل”، بحسب ما أفادت الدراسة.
وأضافت الدراسة أن على مصر العمل بجد لتحقيق التنمية الاقتصاديّة في سيناء، ومعالجة الشعور بعدم الانتماء الذي يشعر به المواطنون البدو الذين عانوا لسنوات طويلة من الإهمال والإقصاء، وذلك لتقليص المخاطر وبناء علاقات من الثقة المتبادلة بين العشائر، مما يخدم مصلحة “إسرائيل”.
كما أشارت الدراسة إلى أن يجب الأخذ على محملٍ الجدّ التفاهمات الأولية التي توصلت إليها مصر في مطلع 2017 مع “حماس” لكبح تهريب سلاح ومقاتلين بين سيناء وقطاع غزة، وفي المقابل تواصلت العمليات العسكرية المصرية في سيناء في إطار التعاون بين مصر و حكومة الاحتلال التكتيكي والصامت.
كما نشر موقع “بلومبرغ” الأمريكي مقالاً، لم تؤكده “إسرائيل” ومصر لكنهما لم تكذباه أيضاً، جاء فيه: “إنّ درجة الثقة بين الدولتين وصلت إلى حدٍ أنّ “إسرائيل” تُزوّد مصر بتكنولوجيا عسكرية واستخباراتية عملانية، وتستخدم في سيناء طائرات من دون طيّار بموافقة القاهرة، كما سمحت “إسرائيل” للجيش المصريّ بأنْ يُدخل إلى مناطق منزوعةٍ السلاح قوات أكبر مما هو مسموح به وما اتفق عليه في الملحق العسكري لاتفاقية السلام”.