بعد الهجوم الإيراني الذي وصفه الكيان الإسرائيلي بأنه “غير مسبوق” على منشآت عسكرية “إسرائيلية” في فلسطين المحتلة، برز موقف الأردن في التقارير العبرية، إذ أشادت بعضها بالدور الأردني والتنسيق “عالي المستوى” مع كيان الاحتلال.
وفي هذا السياق، قالت الصحافية الإسرائيلية “سمدار بيري” في مقالة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرنوت”: “بينما اختفى الملك الأردني بالتزامن مع الهجوم الإيراني، ولم يظهر للتعليق على ما يجري، فإنه كان يعمل خلف الكواليس، ويوجه سلاح الجو لصد الهجوم الإيراني”.
وأضاف تقرير “يديعوت أحرنوت” أنه “بالأمس، فجأة، تم الكشف عن سر التعاون الوثيق بين قوات الأمن الأردنية ونظيرتها الإسرائيلية، وسمحت المملكة للطائرات الإسرائيلية بحرية العمل الكاملة في سماء الأردن، فهاجمت الطائرات الإيرانية من دون طيار، وبدا للحظة أن التعاون العلني والسري في عهد إسحاق رابين والملك حسين يعود إلى عهد عبد الله وبنيامين نتنياهو”.
وأوضح التقرير العبري أن “طائرات سلاح الجو الإسرائيلي ومعدات إلكترونية متطورة نصبت كمينا للطائرات من دون طيار الإيرانية في سماء الأردن، وفي الوقت نفسه خرجت طائرات أردنية من قواعدها لإطلاق النار على الطائرات من دون طيار الإيرانية التي شقت طريقها إلى الأراضي الإسرائيلية”، مشيراً إلى أنه “ليس هناك جدل في أن موقف الأردن الواضح إلى جانب إسرائيل ضد إيران سيعتبر مفاجأة كبيرة في أي قاموس دبلوماسي”.
بدوره، لفت المحلل العسكري في موقع “واينت” الإلكتروني “رون بن يشاي” أن “إنجازاً آخر لإسرائيل يكمن في حقيقة أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن أيضاً، لم يرتدعوا من تهديدات إيران باستهدافهم، وإنما حاربوا محاربة فعالة بتقاسم عمل دقيق ومخطط له مسبقاً إلى جانب إسرائيل”.
كما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين أمس الأحد، أن “مقاتلات أردنية أطلقت النار على عشرات المُسيرات الإيرانية في شمال ووسط الأردن وهي في طريقها إلى إسرائيل”.
وأضاف المصدران أن “الجيش الأردني كان في حالة تأهب قصوى وأن أنظمة الرادار تراقب أي نشاط لطائرات مسيرة آتية من اتجاه العراق وسوريا”.
ولم ينف الأردن التصدي للهجوم الإيراني الذي كان موجهاً للاحتلال الإسرائيلي على الرغم من أن إيران أكدت أنها أبلغت الأردن بالهجوم قبل حدوثه، إذ قال مجلس الوزراء الأردني: “إنه جرى التعامل مع بعض الأجسام الطائرة التي دخلت إلى أجوائنا والتصدي لها للحيلولة دون تعريضها لسلامة مواطنينا والمناطق السكنية والمأهولة للخطر”، مشيراً إلى أن شظايا قد سقطت في أماكن متعددة خلال ذلك دون إلحاق أي أضرار أو إصابات بين المواطنين.
وبعد الهجوم الإيراني بساعات، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، “طهران أخطرت الدول المجاورة والولايات المتحدة حليفة إسرائيل قبل 72 ساعة من تنفيذ الضربات وهي خطوة تمكنهم إلى حد كبير من إحباط الهجوم”.
كما نقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن مسؤولين أتراك وأردنيين وعراقيين، أمس الأحد تأكيدهم أن “إيران قدمت إخطاراً واسع النطاق قبل أيام من الهجوم بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل”.
وفيما يتعلق بالموقف الأردني الرسمي بعد الهجوم، قال ملك الأردن عبد الله الثاني، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن: “إن أي تصعيد إسرائيلي سيؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة”، لافتاً إلى أن بلاده “لن تكون ساحة لحرب إقليمية”، وفق ما نقلته وكالة “فرانس 24”.
ويرتبط الأردن مع الاحتلال بعلاقات دبلوماسية واتفاقات مشتركة في مجالات عدة، إذ وقّع الجانبان “الأردني والإسرائيلي” عام 1994 معاهدة سلام، وعلّق وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في لقاء أجراه أمس الأحد مع برنامج “صوت المملكة” على هذه المعاهدة بقوله: “الأردن حصل على اتفاقية لبت كل حقوقنا وخدمت مصالحنا، وإلغاؤها لن يخدم الأردن ولن يخدم الفلسطينيين ولو اعتقدنا للحظة أن إلغاء الاتفاقية يخدم الأردن والفلسطينيين لما ترددنا في ذلك”.
كما يشترك الأردن والكيان الإسرائيلي بمشاريع عدة في مجالات التجارة والطاقة والمياه، بينما حالت عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول من تنفيذها في موعدها المحدد، وفي هذا السياق لفت مركز “واشنطن لدراسات الشرق الأوسط” إلى أن “الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس، ألقت ظلالاً قاتمة على مستقبل مشاريع التعاون الواعدة بين الأردن وإسرائيل في قطاعات المياه والطاقة”.