تُواصل دول خليجية وعلى رأسها الإمارات والسعودية تسريع وتيرة التقارب العربي من سوريا، تمهيداً للقمة العربية المقبلة في الرياض على الرغم من الرفض الأمريكي، في وقتٍ يشهد فيه الشرق الأوسط تحوّلات إقليمية كبيرة ولا سيما بعد المصالحة السعودية– الإيرانية التي أعلنتها الصين في آذار الفائت.
وتعليقاً على ذلك، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، اليوم الأربعاء، إنّ “المساعي السعودية لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية تواجه مقاومة”، مضيفةً إنه “من غير المرجح أن تجبر الرياض وأبو ظبي الآخرين، على تسريع خطوات التطبيع مع دمشق”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب، أن “المغرب يريد من سوريا إنهاء دعمها لجبهة “البوليساريو” الانفصالية التي تريد استقلال الصحراء الغربية، قبل القبول بعودتها إلى الجامعة العربية”.
وفي وقتٍ سابق اعتبر موقع “بلومبيرغ” الأمريكي في تقرير له، أن “محاولات السعودية التقارب مع سوريا هي مكسب إيراني”، مشيرةً إلى أن “السعودية تقود جهوداً لعودة سوريا رسمياً إلى الدائرة العربية في وقت مبكر من الشهر المقبل، فيما سينظر إليه كمكسب إيراني وروسي وتحدٍ للتحذيرات الأمريكية وبعد عقد من النزاع”.
وأضاف إن “المملكة تقوم باتخاذ الخطوات التي ستسمح فيها الجامعة العربية بوقف تعليق عضوية سوريا، مع اقتراب موعد القمة المقرر عقدها في السعودية منتصف أيار”، وذلك نقلاً عن ثلاثة أشخاص على معرفة بالمناقشات السعودية، وشخص مقرب من الحكومة الإماراتية التي تدعم الخطة.
وأوضح التقرير، أن “هذه الجهود ربما ستحظى موافقة الزعماء العرب أو رفضهم لها (…) إنّ الولايات المتحدة على معرفة بالخطط، لكنها تعي عدم قدرتها على وقفها”.
ووفق التقرير، فإن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يريد تقديم بلاده على أنها الزعيمة السياسية والاقتصادية للعالم العربي”.
وفي سياق المساعي السعودية اتجاه عودة سوريا إلى محيطها العربي، وصل وزير الخارجية فيصل المقداد إلى جدة اليوم، بناءً على دعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان، لعقد مباحثات بشأن الملف السوري.
وفي غضون ذلك، بحث وزير الوزير السعودي مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون في اتصال هاتفي، مساء اليوم الأربعاء، سبل حل الأزمة السورية، مؤكداً حرص المملكة على بذل كافة الجهود للتوصل إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”.
يشار إلى أن صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أشارت إلى أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليا بيرنز خلال زيارة غير معلنة إلى الرياض قبل أيام، أخبر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أن واشنطن شعرت بالصدمة من تقارب الرياض مع طهران ودمشق.
أثر برس