خاص || أثر برس بدأت المحال التجارية والصفحات الإعلانية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعرض أنواع مختلفة من القفطان الرمضاني والعباءة، مع اقتراب شهر رمضان.
“أثر برس” رصد أسعار العباءات والقفطان في أسواق دمشق، فتبين أن سعر العباءة من قماش كريب جيسكا يتراوح بين 250- 300 ألف ل.س، وسعر العباءة التريكو مطرزة 325 ألف ل.س، أما سعر العباءة من قماش المخمل 350 ألف ل.س، بينما سعر العباءة المصنوعة من قماش الجيسكا المكلفة بالدانتيل 425 ألف ل.س، وسعر العباءة من قماش تنسل مع وجود بعض أحجار اللولو والألماس 432 ألف ل.س، وهناك عباءات وصل سعرها لـ 700 ألف حتى المليون، بينما سعر القفطان وسطياً 650 ألف ل.س.
إحدى المتسوقات أوضحت لـ “أثر” أنها تفاجأت بأن الأسعار مرتفعة بشكل كبير والجودة برأيها غير جيدة، كما كانت سابقاُ لافتةً إلى أنها “بسعر عباءة واحدة من هنا تشتري اثنتين من الإمارات وبجودة أفضل”.
وأضافت متسوقة أخرى أن هذا الشهر الفضيل تحول إلى موسم تجاري واستغلال من قبل التجار، خاصة أن هناك العديد من الفتيات تجري وراء الموضة وتشتري العباءات، منوهةً إلى أن “أغلب العباءات المطروحة في السوق لا تراعي الاحتشام هي فقط تناسب السهرات الرمضانية”.
كما رأت متسوقة أخرى أن طبيعة عملها تجبرها على شراء عباءات لارتدائها خلال شهر رمضان علماً أن أسعارها مرتفعة الضعف عن العام الفائت، ولكل شخص ظروفه التي تحكمه، بحسب كلامها.
ويبين (محمود) صاحب محل تجاري لبيع العباءات لـ”أثر” أن ارتفاع الأسعار شمل كل شيء، وباتت الأسباب معروفة لدى الجميع، لافتاً إلى أن “حركة البيع والشراء انخفضت عن العام الفائت، ولكن يبقى هناك من تسمح له قدرته المالية على الشراء”.
وأضاف (أبو تيسير) صاحب محل تجاري لـ”أثر” أنه لم يضع الكثير من العباءات والقفطان هذا العام بسبب ارتفاع سعرها من المعمل ومنعاً من أن يتكبد خسارة كبيرة، لذا أحضر من كل موديل عدد معين لمواكبة السوق.
السوريون مرغوبون في الخارج:
من جانبه، أوضح عضو غرفة صناعة دمشق وريفها مهند دعدوش لـ”أثر برس” أن ارتفاع الأسعار حوالي الضعف عن العام الفائت منطقي ويرجع لأسباب عدة منها: سعر صرف الدولار في العام الفائت كان أقل من اليوم، ارتفاع أسعار الكهرباء وحوامل الطاقة، ارتفاع أجرة اليد العاملة، ارتفاع الضرائب، منوهاً إلى أن أغلب المواد الأولية مستوردة وتتعلق بسعر الصرف، وبالتالي سينعكس هذا على سعر المنتج النهائي.
وأشار إلى أن المنافس الحقيقي للسوريين، هم أصحاب المعامل والمهن اليدوية السوريين الذين هاجروا إلى خارج البلاد، مضيفاً أن الذين يمتهنون التطريز يعملون في الخارج لدى الصناعيين وأصحاب المعامل وهم مرغوبون.
وأضاف دعدوش أن بعض تجار الخارج يفضلون شراء المصنوعات اليدوية من بلد آخر غير سوريا لكن يوجد به سوريون يعملون بهذه المهنة، مضيفاً أنه فتصدير قطعة يدوية من أي بلد عربي يتواجد فيه سوريون، سيحسب لهذا البلد وليس لسوريا.
وأكد دعدوش أنه ما زال هناك تصدير لمثل هذه المنتجات (العباءات والمطرزات اليدوية) التي تشتهر فيها سوريا ويعد جيد حالياً.
وبالنسبة للأسعار في الداخل السوري، فأوضح أن غرفة الصناعة لا تستطيع أن تسيطر على أسعار الألبسة في الأسواق، وهذا يعود لأسباب عدة منها أماكن البيع، نوع القماش الداخل في صناعة القطعة، التطريز الموجود بها فعلى سبيل المثال: المحل الموجود في الشعلان سيكون إيجاره وضرائبه مختلفة عن المحل الموجود في الدويلعة وبالتالي القطعة تباع بحسب الزبائن التي ترتاد إلى هذه المحال، والذي يحكم السعر هو وجود المنافسة في السوق فيختار الزبون ما يناسبه من الجودة والسعر.
تراجع التصدير:
وفي هذا السياق، بين الخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة لـ”أثر برس” أن ارتفاع أسعار حوامل الطاقة، واستيراد أغلب أنواع الأقمشة، انعكس على سعر العباءة مضيفاً أن أغلب المهنيين هاجروا إلى الخارج، ما أدى إلى وجود كميات قليلة من المنتجات في الأسواق.
كما أضاف أن تكاليف المطرزات اليدوية مرتفعة، والطلب عليها منخفض بسبب سعرها، فالمواطن العادي لا يشتريها ولها فئة معينة من الزبائن، منوهاً إلى أن التصدير تراجع عن الأعوام السابقة بسبب التكاليف العالية.
يذكر أن سعر العباءة العام الماضي كان يتراوح بين 145 – 170 ألف للعباءة متوسطة الجودة، وبين 350 – 650 ألف في حال كانت مصنوعة من البروكار الدمشقي، أما سعر القفطان المغربي فتراوح بين 398- 450 ألف ليرة سورية، بحسب الموديل وأنواع الخيوط الداخلة فيه.
لمى دياب – دمشق