أثر برس

إقبال خفيف على شراء الألبسة الجاهزة.. “إعادة التدوير والترقيع” هو الحل الوحيد لـعدد كبير من الأسر السورية!

by Athr Press B

خاص || أثر برس في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تشهدها البلاد، ومع ارتفاع أسعار الملابس في الأسواق ارتفاعاً مبالغاً فيه، يلجأ عدد من السوريين إلى إعادة تدوير ملابسهم القديمة واستخدامها من جديد ولو لم تكن في أفضل حالاتها.

إصلاح القديم هو 90% من عمل الخياطين

ازدهرت أعمال الخياطة المتخصصة بإصلاح وتعديل الثياب مؤخراً وهي منتشرة في جميع المناطق، وتستقطب الطبقات الاجتماعية كافة؛ أبو علي يدير مشغلاً لخياطة الثياب في أحد الأحياء الشعبية، يقول لـ “أثر” إن معظم زبائنه يطلبون تعديل الملابس القديمة وتجديدها، بعدما كان معظم عمله قبل 20 عاماً يقوم على تفصيل الملابس حسب الطلب، أو تعديل الجاهزة منها، بتطويلها أو تقصيرها.

ولتلبية الإقبال المتزايد على إصلاح الملابس القديمة والذي أصبح يمثل 80 في المئة من طلبات الزبائن، اضطر أبو علي إلى استقدام عمال إضافيين إلى جانب العمال الذين يعملون في مشغله، وتشمل الأعمال تكبير الثياب وتصغيرها، تبعاً لتبدّل قياس الزبون، كما تشمل تغيير البطانات الداخلية، وصولاً إلى تعديل الموديل لينسجم مع الموضة الحديثة.

وأوضح أبو علي لـ “أثر” أن كل ذلك يكون برسم قد يكون زهيداً للزبائن وأرحم من شراء الجاهز، لافتاً إلى أنهم يتقاضون على التقصير 2500 ليرة، وعلى تبديل الأزرار مع ثمنها 7000 ل.س، حسب نوعها وسعرها حيث هناك أنواع من الأزرار غالية الثمن وتعيد القطعة التي جرى عليها التدوير كأنها جديدة.

تجديد وتبديل

الوضع الاقتصادي المتدهور _تقول أم نزار “خياطة”_ دفع بالناس إلى تجديد ملابسهم القديمة بدل رميها وشراء غيرها، حيث لا يقتصر الزبائن على فئة معينة، إذ بينهم فقراء ومتوسطو الحال وأغنياء من جميع الأعمار.

وتكشف لـ “أثر” أن سيّدة أصلحت معطفاً شتوياً ثلاث مرات في غضون خمس سنوات، مرتين لتعديل القياس ومرّة لتبديل البطانة الداخلية فسعر المعطف اليوم 250 ألف ليرة وهو ما جعل عدداً من الأشخاص يقبل على التصليح وعدم الشراء؛ عازية الإقبال المتزايد على تجديد الملابس القديمة إلى غلاء الملابس الجاهزة.

تدني القدرة الشرائية

كما في الأحياء الشعبية أيضاً الأحياء الميسورة، تشهد محلات خياطة الملابس فيها إقبالاً كبيراً من السوريين لتجديد الملابس القديمة ورتي ثقوبها، في ضوء تدنّي القدرة الشرائية وارتفاع أسعار الملابس الجديدة.

وتقول السيدة فرحة صاحبة محل خياطة في أحد أحياء باب شرقي، إن الأمر كان مختلفاً قبل عشر سنوات، حيث كان الناس يفضّلون شراء الملابس الجاهزة واستبدالها في كل موسم صيف أو شتاء لكن الوضع تبدّل، خاصة في مواسم الأعياد، وتشرح لـ “أثر” أن معظم عملها أصبح تبديل البطانة الداخلية للملابس مقابل 6000 ليرة، ورتي الممزقة منها بـ 3500 ليرة، أو استبدال الأزرار، وصولاً إلى تعديل التصاميم القديمة، لافتة إلى أنها تتقاضى حسب نوع التصليحة.

من جهتها بيّنت أم حسين، وهي خياطة تعمل ضمن منزلها أن كثيراً من الأسر تأتي إليها لإعادة تدوير الملابس القديمة لأن أسعارها أقل من الخياطين في السوق، قائلة لـ “أثر”: “أعمل في منزلي وهنا لا يوجد ضرائب ولكن وضع الكهرباء صعب أعمل في مدة وصل الكهرباء وأحياناً أضطر لتشغيل المولدة عند الضغط والأعياد وهو ما يترتب عليه نفقات إضافية تضاف لتكلفة القطعة؛ الآن غالبية الزبائن تلجأ للتصليح والتغيير في القطعة في وقت ابتعد فيه كثيرون عن التفصيل والخياطة لأنها مكلفة، فهم يدفعون لإصلاح القطعة 5000 ليرة وبالأكثر 7000 ليرة إذا اضطررت لتشغيل المولدة”.

وضع الأسواق

عبّر بعض أصحاب المحال عن استيائهم من الركود الذي تعاني منه الأسواق، حيث قال أحد أصحاب المحال لـ “أثر” إن الأسعار فعلاً مرتفعة لكن تكاليف الإنتاج في المقابل لا ترحمنا نحن التجار خاسرون ومن لم يبع منا بسعر مرتفع خاسر لا محالة، مضيفاً: “بعد مدة قليلة والانتهاء من مدة الأعياد تبدأ مدة التنزيلات وسنضطر لبيع ما لدينا بسعر التكلفة وأقل؛ خوفاً من كساد البضاعة فالبيع بسعر منخفض أفضل من الخسارة المطلقة، لدينا تكاليف إنتاج وعمال ومصاريف عدة وحالياً تشغيل مولدات ونحتاج إلى تغيير البطاريات باستمرار لإنارة المحل عدا عن الضرائب وغيرها، لذلك فنسبة مبيعنا لا تتجاوز 10% وهذا يعرضنا للخسارة المستمرة”.

أما أبو رضوان صاحب محل لبيع البيجامات الرجالية فيبدأ سعر القطعة عنده من 75 ألفاً للنخب الثالث أي جودة تحت الوسط أو كما يسميها (مقبولة) إلى 300 ألف للقطعة التي تعد نخب أول.

وعن حركة البيع قال لـ “أثر”: “معدومة بالكاد نبيع بجامتين بالأسبوع وهذا يعرضنا للخسارة”، مضيفاً: “حتى تنفد البضاعة يجب أولاً تحديد سعر يناسب جميع الناس، فهم ينتظرون التنزيلات للشراء قبل أن يرتفع ثمن القطعة العام القادم إلى 350 ألفاً مثلاً”.

دينا عبد ــ دمشق

اقرأ أيضاً