يبدو بأن متزعم تنظيم “جبهة النصرة” المدعو “أبو محمد الجولاني” لم يكن يقرأ محيطه بشكل جيد عندما قرر الخضوع لتركيا وتنفيذ أجندتها دون أن يعي لقدرات المناهضين له من الأصوليين وخبراتهم في الكمائن والتفجيرات التي باتوا يحترفوها نتيجة سنوات الحرب الطويلة التي خاضوها.
حيث أكدت وكالة “سبوتنيك” الروسية نقلاً عن مصدر طبي تركي أن “الجولاني” نقل إلى مستشفى بولاية هاتاي التركية إثر إصابته بتفجير في إدلب أول أمس، وأفادت الوكالة بإصابة الجولاني، بانفجار مزدوج استهدف موكبه في مدينة إدلب السورية يوم الإثنين الفائت، مبينة أنه نقل مساء الإثنين إلى المستشفى الحكومي في ولاية هاتاي التركية الحدودية مع سورية بعد إصابته بجروح بالغة خلال التفجير المزدوج الذي استهدف موكباً له في مدينة إدلب السورية.
وأضاف الوكالة نقلاً عن طبيب تركي: “أن الشخص الذي تم نقله إلى المستشفى كان مصاباً بشظاياً في رأسه أدت إلى إصابته بارتجاج في الدماغ وقد خضع لعملية جراحية في رأسه”، متابعاً أن “الشخص المصاب هو أبو محمد الجولاني وتم وضعه في غرفة العناية المركزه”.
زعيم تنظيم “النصرة” كان قد أجرى الكثير من التعديلات على هيكلية تنظيمة السياسية والعسكرية والمنهجية ليتماشى مع الأجندات التركية التي تسعى إلى تغيير صفة الإرهاب عن “جبهة النصرة” عن طريق تغيير المظهر العام للتنظيم المتشدد، ووصلت مؤخراً إلى حدود وضع مشروع لنقل الكهرباء من تركيا إلى إدلب بحسب ما نقلت وكالة “خطوة” المعارضة.
وليتمكن الجولاني من تحقيق علاقة جيدة مع الأتراك، سعى إلى إخراج عدد من الأصوليين المتواجديين ضمن تنظيمه ممن يجهرون بعدائهم للأتراك والذين كان آخرهم “أبو اليقظان المصري”، الذي كان يعارض العملية العسكرية التركية في شرق الفرات ويحرمها علانية، ما أدى إلى ظهور تكتلات ومجموعات تعارض سياسته وتواصل تلقي الأوامر من زعيم تنظيم “القاعدة” في أفغانستان “أبو أيمن الظاهري” الذي صرح خلال آخر تسجيل صوتي له بفسق “الجولاني”.
وتأتي تلك التطورات بالتوازي مع الرفض السعودي الصريح والعلني للتوسع التركي الإخواني في شمال البلاد لتكون نهاية ذلك محاولة اغتيال “الجولاني”، وفي حال صحت معلومات وكالة “سبوتنيك” فستكون منطقة إدلب أمام منعطف قد لا يكون لتركيا اليد العليا فيها.