تنشّط “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” بمساندة من القوات الأمريكية عمليات استخراج النفط السوري في مناطق سيطرتها، وتقول الأرقام التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام الكردي إن إنتاج آبار النفط في مناطق “قسد” وصل مؤخراً إلى حدود 100 ألف برميل يومياً، تؤمن إيرادات بمئات الملايين من الدولارات يومياً.
ومع غياب أي أرقام أو إحصاءات دقيقة عن حجم إنتاج النفط في مناطق قسد، قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إن “السكان يشاهدون يومياً قوافل من الصهاريج تَعبُر في اتّجاهات عديدة، انطلاقاً من مناطق قسد، في ما يبدو أنه عمليات بيع وتهريب للنفط الخام”، وفي هذا السياق نقلت “الأخبار” عن مصدر فنّي مطّلع على إنتاج آبار النفط في مناطق سيطرة “قسد” قوله: “إن هذا الرقم يزيد أحياناً أو ينقص، بحسب الحالة الفنّية للآبار، وغزارة إنتاجها، وقلّة الأعطال” مضيفاً أن “الكمية المنتَجة يومياً تصل إلى 80 ألف برميل بشكل شبه ثابت، من مختلف الحقول والآبار في الشرق السوري، مع زيادة يومية تتوقّف كمّيتها على الحالة الفنّية للآبار”.
بيد أن محافظ الحسكة غسان خليل قدّر إنتاج حقول النفط في تلك المناطق بأكثر من 140ألف برميل، حيث قال: “إن قسد تسرق يومياً من الحقول النفطية نحو 140 ألف برميل”، مُبيّناً أن “السرقة تتمّ بطرق وأساليب مختلفة، وبمشاركة وتسهيل من الاحتلال الأمريكي” وفقاً لما نقلته “الأخبار”.
وأكّد خليل وجود معلومات موثوقة عن وجود خزانات في منطقة طراميش القريبة من نهر دجلة في مدينة المالكية، يتمّ عبرها تهريب النفط باتجاه الأراضي العراقية، مضيفاً أن “أعداداً كبيرة من الصهاريج تَعبُر يومياً عبر معبر المحمودية غير الشرعي، باتجاه العراق أيضاً وكمّيات أخرى تَدخل إلى مناطق سيطرة الإرهابيين، فيما يَعبُر يومياً نحو 140 صهريجاً إلى مناطق سيطرة الحكومة، عبر تجّار محلّيين” مؤكداً أن “الأمريكيين يُعطون تعليمات لقسد بعدم توريد أي كميات نفط إلى مناطق سيطرة الحكومة، تطبيقاً لقانون قيصر”.
وتعزي القيادات الكردية ضعف الإنتاج في الآبار إلى التدمير والأعطال التي طالت المحطّات والحقول والآبار، نتيجة قصف “التحالف الدولي” للمنطقة، ورفض القوات الأمريكية دخول الورشات الحكومية إلى آبار النفط في دير الزور لمعاينتها والاطّلاع على الأضرار التي لحقت بها، وإمكانية صيانتها.
المصادر الكردية لفتت إلى أن “شركة النفط الأمريكية، ديلتا كريسانت إينيرجي، لم تدخل بعد إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، على رغم مرور نحو ثمانية أشهر على الإعلان عن توقيع اتفاق بهذا الخصوص”، مرجعةً “سبب التأخير إلى الحالة الأمنية غير المستقرّة لأرياف دير الزور والحسكة، ما يجعل مهمّة عمل أيّ شركة أمراً مستحيلاً، خاصة بعد الإعلان الأمريكي عن التخلّي عن حماية المنشآت النفطية”.
وتستمر القوات الأمريكية بالضغط على “قسد” لمنع إيصال النفط إلى الدولة السورية، وإلى جانب توقيع الاتفاق مع الشركة الأمريكية “ديلتا كريسانت إينيرجي”، سبق أن تم الكشف عن توكيل رجل الأعمال الإسرائيلي “موتي كاهانا” من قبل “مجلس سوريا الديمقراطية-مسد” لبيع النفط السوري، وأكد “كاهانا” حينها على أنه حريص على ألّا تصل أي نقطة من النفط إلى الدولة السورية.