التقرير الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية كان مثيراً للجدل بالنسبة للأوساط السياسية، حيث أفاد التقرير بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، رفضا تلقي اتصالاً هاتفي من الرئيس الأمريكي جو بايدن، لطلب زيادة إنتاج بلديهما من النفط، في حادثة حملت العديد من الخلفيات والتأويلات.
صحيفة “ديلي ميل” البريطاني، أكدت أن رفض السعودية والإمارات توريد النفط إلى السعودية جاء في أسوأ الأوقات بالنسبة لبايدن، حيث قالت:
“إن إحجام الإمارات والسعودية عن التعامل مع الولايات المتحدة لا يمكن أن يأتي في لحظة أسوأ بالنسبة لبايدن، الذي أعلن يوم الثلاثاء أنه ينهي واردات الولايات المتحدة من النفط الروسي رداً على غزو أوكرانيا”.
ونشرت صحيفة “رأي اليوم” اللندنية:
حلفاء أمريكا في الخليج بدؤوا بالتمرد على هيمنتها، ونقل البندقية الى الكتف الروسي الصيني تدريجياً، وهذه خطوة جريئة، ولكنها غير مأمونة العواقب، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو كيفية الرد الأمريكي على هذه الصفعات؟ ابتلاعها بصمت أم الرد عليها بقوة، خاصة أن لها قواعداً عسكرية في هذه الدول؟.
وأشارت صحيفة “العرب” إلى أسباب توتر العلاقات بين الإمارات والسعودية من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى:
“يعتقد مراقبون أن الخلاف الرئيسي بين إدارة بايدن وحليفيها الرئيسيين في الخليج يعود إلى أن البيت الأبيض بنى استراتيجيته الجديدة في الشرق الأوسط دون أن يحسب حساباً لمصالحهما، وأن اللحظة الأولى لتعاطي إدارة بايدن مع السعودية والإمارات كانت سيئة ولا توحي برغبة في بناء علاقة مصالح متباينة”، مضيفة: “واشنطن تعود الآن للتواصل مع السعودية والإمارات بهدف دعم موقفها ضد روسيا، أي أنها تغاضت عن مصالح البلدين في السابق وتريد منهما الاصطفاف وراءها لتحقيق أجندتها في فرض العقوبات على روسيا، أو نقض اتفاق تحالف أوبك+، معتبرين أن هذه الانتهازية هي التي جعلت الرياض وأبوظبي تتمسكان برفض المساعي الأمريكية”.
فيما لفت موقع “ميدل إيست أي” البريطاني إلى أن ما وصفه بـ “الازدراء الخليجي” جاء في الوقت “الذي تعمل فيه واشنطن على الحفاظ على علاقات جيدة مع الدول الغنية بالنفط، حيث تجاوزت أسعار النفط 130 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ ما يقرب من 14 عاماً”.
وكذلك أفادت “نيويورك بوست” بأن “بايدن يحاول استمالة مجموعة من الأنظمة المنتجة للنفط – بما في ذلك إيران والسعودية وفنزويلا – لتعويض تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على أسواق الطاقة”، مشيرة إلى أن “بايدن يفكر في القيام برحلة إلى السعودية هذا الربيع لحل المشاعر الصعبة مع بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد”.
بعض المحللين أشاروا إلى أنه قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن خروج الإمارات والسعودية من تحت العباءة الأمريكية بشكل كامل، مؤكدين في الوقت ذاته أن الموقف الإماراتي والسعودي يشير إلى أن روسيا تمكنت من تثبيت حضور قوي في علاقاتها مع البلدان الخليجية، وهذا الحضور أعطى هذه الدول الجرأة على مواجهة أمريكا والتخفيف من هيمنتها عليهم.