أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أنه بصفته كأمين عام لم يتلق أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة ملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية، فيما نقلت وكالة “AFP” عن مصدر ديبلوماسي رفض الكشف عن هويته، أنه سيتم عقد اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية بشأن السودان وسوريا.
وقال في حوار تلفزيوني، نقلته وكالة أنباء “الشرق الأوسط” أمس الأربعاء: “يحق لدولة أو مجموعة دول، المطالبة بمناقشة موضوع عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، خصوصاً أنَّه لم يتم طردها منها، لكن تم تجميد عضويتها، أو تعليق العضوية” موضحاً أنه “لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر”.
ونقلت وكالة “AFP” الفرنسية عن مصدر ديبلوماسي رفض الكشف عن هويته أنه “تقرّر عقد دورتين غير عاديّتين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم الأحد”، على أن تخصّص الدورة الأولى لمناقشة التطورات السورية ومسألة إعادة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة، في حين ستبحث الدورة الثانية الحرب الدائرة في السودان.
ويأتي هذا الاجتماع ضمن سلسلة الاجتماعات التي تعقدها الدول العربية مؤخراً لبحث الملف السوري، ضمن مبادرات عربية وسعودية بالخصوص لإعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، وكان آخرها الاجتماع التشاوري الخماسي الذي عُقد في العاصمة الأردنية عمّان بين وزراء خارجية سوريا والسعودية والأردن ومصر والعراق، والذي جاء استكمالاً لاجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي استضافته جدة لبحث الملف السوري.
وفي هذا السياق قال أبو الغيط: ” لقيت اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بشأن الاجتماع الوزاري الذي عقد في عمّان مؤخراً، واطلعت على أهدافه ونتائجه” موضحاً أنَّه “يحق لمجموعة دول عربية أن تجتمع لمناقشة أمر ما يشغلها” مشيراً إلى أنه يعتقد أن شغل المقعد السوري في الجامعة العربية سيأخذ وقتاً طويلاً، وخطوات متدرجة.
وسبق أن أكد أبو الغيط في لقاء تلفزيوني أجراه على قناة “الجديد” في 26 نيسان الفائت أن “عودة سوريا باتت حتمية وسوف تتم ولكن هل ستتم في هذه القمة؟” مبيناً أن “وفقاً للمسار الدستوري القانوني يجب أن يعقد اجتماعاً طارئاً لمجلس وزراء جامعة الدول العربية بناءً على طلب دولة وبتأييد من دولة إضافية، ويُطرح في هذا الاجتماع مطلب عودة سوريا، عندئذ نبدأ النقاش، وهناك دول ستقول نعم، ودول أخرى ستقول أنا على الحياد، ودول ستقول لا لأسباب كذا وكذا، وبالتالي في نهاية الاجتماع هناك رئاسة، وحالياً هي الرئاسة المصرية، وسيقول الرئيس لدي عدد معين من الدول مؤيدة ولدي 3 أو 4 رافضين فإما نلجأ للتصويت أو نلجأ لما يسمى بالتوافق العريض”.
وعام 2011 تم تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية في سياق فرض عزلة دولية على دمشق، فيما بدأت الدول العربية منذ عام 2018 بفك هذه العزلة، من خلال إجراءات متعددة أبرزها كان إعادة فتح السفارة الإماراتية في دمشق، وزيارة وزير الخارجية الإماراتي لسوريا عام 2020 وصولاً إلى زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قبل أسابيع لدمشق، إلى جانب المبادرات المُعلنة وغير المعلنة التي تقودها دول عربية لإعادة سوريا إلى محيطها العربي.