أثر برس

اجتماع موسكو الرباعي: توافقٌ لا تطابق

by Athr Press A

بينما كانت موسكو تشهد اجتماع وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا للمرة الأولى، تلقّى الرئيس بشار الأسد دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في القمة العربية التي ستُعقد في مدينة جدّة في 19 أيار الجاري.

ومع أن مسار التقارب العربي مع سوريا جاء متأخراً عن خطوات التطبيع بين أنقرة ودمشق، فإن الرئيس الأسد يبدو أنه سيحضر القمة إلى جانب الزعماء العرب في قمّة “لم الشمل” العربية قبل أن يلتقي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن فاز الأخير في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ومن الواضح أنّ موسكو وطهران قد نجحتا في مساعيهما بعقد اجتماعٍ استثنائي على مستوى وزراء خارجية الدول الأربع، في مشهدٍ حاز اهتمام وسائل الإعلام والأوساط السياسية، ظهر فيه الوزيران السوري والتركي يتصافحان أمام الكاميرات، بابتسامةٍ من مولود جاويش أوغلو تقابلها نظرات رصينة من نظيره المقداد.

وعلى خلاف اجتماع موسكو الرباعي على مستوى وزراء الدفاع في 25 نيسان الفائت، والذي شهد تناقضاتٍ في البيانات الختامية بين أنقرة ودمشق، كان البيان الختامي لاجتماع اليوم منسجماً مع تصريحات الوزراء الأربعة، ولا سيما ما أكدته الخارجية السورية مع وصول الوزير المقداد إلى موسكو أمس، بأنّ “الوفد السوري سيؤكد على ضرورة إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية، وانسحاب كل القوات الأجنبية غير الشرعية منها، إضافةً إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية وعدم دعم الإرهاب”.

توافق لا تطابق

وأكد وزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا وإيران في البيان الختامي، التزام “بلادهم بسيادة سوريا ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره”.

وجاء في البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية، أن “وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسوري فيصل المقداد والتركي مولود جاويش أوغلو والإيراني حسين أمير عبد اللهيان اتفقوا أيضاً على تكليف نوّابهم بإعداد خارطة طريق لتطوير العلاقات بين دمشق وأنقرة، وفقاً لما نقلته وكالة “تاس” الروسيّة.

وأوضح البيان: “اتفق المشاركون على تكليف نواب وزراء الخارجية بإعداد خارطة طريق لتطوير العلاقات بين تركيا وسوريا بالتنسيق مع وزارات الدفاع والاستخبارات للدول الأربع”، لافتاً إلى “تأكيد الوزراء على الأجواء الإيجابية والبناءة التي سادت تبادل وجهات النظر واتفقوا على مواصلة الاتصالات رفيعة المستوى والمفاوضات الفنية الرباعية في الفترة المقبلة”.

وجرى قبل الاجتماع الرباعي، لقاءً ثنائياً بين وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وأكد المقداد أن “دمشق ترغب في حل القضايا العالقة مع أنقرة؛ لكن انسحاب القوات التركية من أراضينا شرط لتطبيع العلاقات بيننا”، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” الرسمية.

كما عقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قبل الاجتماع أيضاً، لقاءً ثنائياً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، تم فيه بحث الملف السوري وخطوات التقارب بين دمشق وأنقرة، وفقاً لما نقلته وكالة “الأناضول” التركيّة.

وعلى الرغم من أنّ بيان الاجتماع الرباعي قد أكد متوافقاً على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله، فإن مسألة تحديد “التنظيمات الإرهابية” ما تزال بعيدة عن التوافق بين دمشق وأنقرة، في وقتٍ تدعم فيه تركيا فصائلها شمالي سوريا.

وفي هذا الصدد، أوضح السفير السوري السابق في أنقرة د. نضال قبلان في حديث سابق لـ “أثر برس”، أنه قال لوزير الخارجية التركيّ السابق أحمد داوود أوغلو: “لا تستطيعون أن تلخّصوا الإرهاب بـ “حزب العمّال الكردستاني” والجماعات المتفرّعة منه، وحصره بمن يحارب مصلحة تركيا فقط، علينا أن نتفق على محاربة الإرهاب أياً كان”، مشيراً إلى أنه أمر أساسي وبديهي، فمن غير الممكن تحقيق الأمن القومي التركي من دون الاتفاق على المحاربة جنباً إلى جنب بين تركيا وسوريا، فأيّ كيان انفصالي في الشمال السوري هو تهديد لسوريا قبل تركيا”.

وأضاف قبلان، إنه “إذا كان التركي يتذرّع بالجماعات الانفصالية الكردية، فإنّ تركيا ترى كل من يعاديها تنظيماً إرهابيّاً، وكذلك لدى دمشق قائمة لا تنتهي من التنظيمات الإرهابية وكثير منها بتمويل ودعم لوجستي تركي، وعلى تركيا أن تثبت جديّتها بالتعاون مع سوريا في محاربة كلّ الجماعات الإرهابيّة، من “جبهة النصرة” إلى “داعش”.

أثر برس

اقرأ أيضاً