خاص || أثر برس شهد الأسبوع الحالي، ارتفاع أسعار “الأمبيرات” في مدينة حلب، ليصل إلى أرقام قياسية، أثقلت كاهل الحلبيين وزادت من معاناتهم المعيشية مع موجة الغلاء التي تعانيها المدينة.
وتجاوز سعر “الأمبير” الواحد في حلب خلال الأسبوع الحالي عتبة الـ /5000/ ليرة سورية أسبوعياً، حيث تراوحت أسعاره ما بين /5000/ و/5500/ ليرة، بحسب عدد ساعات التشغيل اليومية، بعد أن كان سعر “الأمبير” يتراوح سابقاً ما بين /3500/ و/4000/ ليرة.
وأثار الرفع الجديد لأسعار “الأمبيرات” في حلب، حالة استياء كبيرة بين الأهالي، الذين تحدثوا عن أن هذه الخطوة تأتي استغلالاً لهم من قبل أصحاب المولدات، في ظل الحاجة الماسة إليها من قبل الحلبيين، نظراً للتقنين الكهربائي الجائر الذي تعيشه المدينة منذ دخول فصل الشتاء الحالي.
والحال أن من يستمع إلى حديث أصحاب المولدات، قد يجد مبرراً منطقياً لهم في رفع الأسعار، حيث أكد عدد من أصحاب مولدات “الأمبير” العاملة في مدينة حلب خلال حديهم لمراسل “أثر”، بأنهم “غير ممنونين” من رفع السعر، وخاصة أنهم يعلمون الضائقة والأوضاع المعيشية لأبناء مدينتهم: “فالوضع الحالي صعب على الجميع بما فيهم نحن، فغلاء المعيشة هو أمر مفروض على الجميع، أم أن من ينتقدوننا يظنون بأن الغلاء مفروض عليهم فقط، بينما نحن من كوكب آخر”. وفق قول “أبو عبدو”. أحد أصحاب المولدات.
ووفق التفصيلات التي أوردها “أبو محمود” صاحب مولدة أمبير في شارع النيل، فإن ظروف الغلاء الحالية، أرخت بظلالها على كل شيئ في المدينة، بما فيها قطع الغيار، وأسعار الزيوت اللازمة لعمل المولدات، مشيراً إلى أن تكلفة صيانة المولدة تضاعفت عدة مرات مقارنة مع ما كانت عليه قبل عدة أشهر.
ويقول “أبو محمود” لـ “أثر”: “في ظل ارتفاع عدد ساعات التشغيل نتيجة شبه انعدام التغذية الكهربائية في حلب، أصبحت المولدات تهدر قطعها وزيتها بشكل أكبر، عدا عن الأعطال الطارئة التي تصيبها بوتيرة متكررة نتيجة ضغط العمل عليها من جهة، وعدم جودة ونظافة المازوت المستخدم في تشغيلها من جهة أخرى، وكل هذه الأمور أصبحت ترتب علينا إجراء صيانات متكررة رغم التكاليف الباهظة، وبكل تأكيد هذا الأمر يتناسب طرداً مع الأجرة الأسبوعية التي بتنا نتقاضاها، علماً أنه حتى بعد رفع الأسعار فهامش الربح من عملنا أصبح لا يذكر، وخاصة أننا أصبحنا نضطر في بعض الأحيان إلى شراء المازوت من السوق السوداء بأسعار مرتفعة”.
وما بين التبريرات المنطقية لأصحاب المولدات، وبين اتهامات المواطنين لهم بالاستغلال والجشع، يبقى تذبذب مؤشر بورصة “الأمبيرات” في حلب، رهناً بتحسن الواقع الكهربائي الحكومي فيها، وهو الأمر الذي من المفروض أن يكون قريب المنال، في ظل بدء عمليات إصلاح إحدى عنفات المحطة الحرارية بحلب، التي من المقرر، بحسب التصريحات الحكومية، أن تدخل في الخدمة بشكل تدريجي قبيل انتهاء العام الجاري.
وتعيش مدينة حلب واقعاً كهربائياً سيئاً للغاية، منذ حلول فصل الشتاء الحالي، حيث يقتصر عدد ساعات التغذية على ساعة واحدة فقط، يقابلها ثماني أو تسع ساعات من الانقطاع المستمر، الأمر الذي أرهق المواطنين وزاد من أعبائهم ومعاناتهم المعيشية، وخاصة في ظل البرد القارس والمنخفضات الجوية المستمرة التي تعيشها حلب، حالها حال باقي المحافظات السورية.
زاهر طحان – حلب