في بيان وُصف بأنه “اعتذاري” أعلنت حركة “حماس” الفلسطينية استئناف علاقاتها مع الدولة السورية، وذلك بعد 10 سنوات من القطيعة والمواقف السلبية إزاء الدولة السورية، إذ قررت “حماس” في بداية الحرب السورية اتخاذ موقف سياسي من هذه الحرب يتناسب مع رغبة بعض حلفائها وعلى رأسهم قطر، فيما تشير التحليلات إلى أنه ثمّة متغيرات طرأت في السنوات الأخيرة دفعت حماس إلى إعادة دراسة مواقفها وتنسيقها من جديد.
وفي هذا الصدد، نقل كفاح زبون في صحيفة “الشرق الأوسط” الدولية عن مصدر مطّلع على النقاشات الداخلية في “حماس” تأكيده أن “الحركة تسعى إلى انفتاح وحضور إقليمي ودولي أكبر، إذ كانت هناك تعقيدات كثيرة وضغوط من جميع قادة الإخوان المسلمين من أجل عدم التصالح مع سوريا، لكن الحركة قررت المضي قدماً، مبتعدة عن الإخوان نحو سياسات جديدة”، مضيفاً أن “الانطلاقة الجديدة التي تبحث عنها حماس بدأتها من روسيا، التي تحتفظ بعلاقات متقدمة مع سوريا وإيران ودول أخرى، هذا يظهر رغبة لدى الحركة في تأسيس نهج جديد براغماتي، متخلصة ما أمكن من إرث قديم مثّلت معه حركة الإخوان المسلمين التي فشل مشروعها في الشرق الأوسط”، مضيفاً أن “العودة إلى سوريا كانت محكومة بعوامل مهمة عدة، أولها إرضاء الحليفين القديمين، إيران وحزب الله اللبناني، اللذين بذلا جهوداً مضنية لسنوات من أجل عودة حماس لسوريا، وهو ما توِّج ببيان بدا اعتذارياً لسوريا، أعربت فيه الحركة عن تقديرها للجمهورية العربية السورية قيادةً وشعباً؛ لدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.
وفي هذا الصدد، أكد خير الله خير الله ، في صحيفة “العرب” اللندنية أن قرار “حماس” متعلق بجهود أيضاً بذلتها جهات أخرى، تؤدي دور الحليف المشترك بين سوريا و”حماس”، إذ قال: “الأكيد أنّ حماس تعمل، بموجب أجندة روسيّة ليست بعيدة عن الرغبات الإيرانيّة، إذ اعتذرت من الدولة السورية عن طريق إبداء تقديرها للجمهوريّة العربية السورية قيادة وشعباً، وفي النهاية، إن إيران هي التي أدّت دوراً حاسماً في جعل حماس ترضخ للدولة السورية”.
فيما أشار بسام أبو شريف في “رأي اليوم” إلى أن خطوة “حماس” يجب أن تتبعها خطوات عدة، وفقاً لما تقتضيه معطيات المرحلة الحالية، إذ قال: “بيان حماس هو إعلان جديد عن عودة سوريا لقيادة أفعل وأكثر إفرازاً وبروزاً في الصراع القائم ضد الكِيان الصهيوني وعدوانه على سوريا والشعب الفلسطيني، نشير إلى أن هذا التحول الجديد يجب أن يستتبع بخطوات سريعة وعملية تحرك واسعة تغير من الأماكن والقواعد والثوابت الكثير لأن إسرائيل قد خططت وبدفع من الولايات المتحدة لشنِّ حرب جديدة على سوريا ومعلوماتنا تشير إلى أن إسرائيل ستدّعي أن هنالك أهدافاً كثيرة يصل عددها إلى سبعة عشر هدفاً وهذا إعلان حرب وتنفيذ الإعلان على أرض الواقع ولا بد من التحضير لمواجهتها”.
الخطوة التي أقدمت عليها “حماس” سبقتها محادثات ونقاشات استمرت لأشهر عدة، ووسط الكثير من الآراء المتفاوتة فيما بين أعضاء الحركة، اتخذت “حماس” قرارها النهائي، بعدما أطلعت كل من قطر وتركيا عليه، بحسب ما ذكرته “الشرق الأوسط”، إذ جاء قرارها منسجماً مع تطورات الدولية الأخيرة والتغيرات التي تشهدها موازين القوى في العالم.