خاص|| أثر برس بعد الزلزال الذي شهدته سوريا، أكّد الدكتور سومر شلبي اختصاصي أمراض القلب والأوعية لـ”أثر” أنه ما يزال هناك حالات تأتي للمشافي والعيادات بشكوى “نوبات هلع” من حدوث زلزال أو هزات أرضية خاصة في المناطق المنكوبة.
وقال د.شلبي: “الهلع يأتي على شكل نوبات وكانت الإناث أكثر تعرّض له من الذكور خاصةً الأمهات خوفاً على أطفالهن”، لافتاً إلى أن الدخول والخروج من نوبة الهلع لا إرادياً ويظهر على شكل زيادة عدد ضربات القلب وصعوبة بالتنفس تسمى فرط التهوية.
وحول العلاج، أوضح د.شلبي لـ”أثر” أنه كمرحلة أولى يكون عبر التنفس العميق والبطيء أو التنفس عبر كيس، وفي حال استمرار الحالة يجب مراجعة المستشفى.
وشدد د.شلبي على ضرورة الابتعاد عن تناول الأدوية المنومة أو النفسية المهدئة من دون استشارة طبيب، موضحاً أنه لوحظ مؤخراً زيادة إقبال على شراء الأدوية النفسية خاصة المنومة بشكل غير مضبوط الأمر الذي يجب الوقوف عنده لما يحمله من مخاطر الإدمان وغيره من مخاطر صحية.
وأشار إلى أن القلق والخوف في حالات الكوارث أمر طبيعي وارتكاس الجهاز العصبي يختلف من شخص إلى آخر؛ ولكن الهلع أي “المبالغة بالخوف” له مخاطر حيث يسبب أضرار على القلب والدماغ.
وتابع د.شلبي: “وحول الوفاة بسبب الصدمة العصبية؛ فهناك وجود لعصب يمتد من الرأس حتى القلب، وفي حالات التوتر الشديد يتم تحريض هذا العصب ويؤدي إلى توقف القلب؛ لكن لحسن الحظ هي من الحالات النادرة جداً، والغالب أن تكون الصدمة العصبية على شكل غشي مبهمي أي حالة غياب عن الوعي لمدة ثواني ثم يعود الشخص للصحو”.
وفي السياق نفسه، حذّر الدكتور سومر شلبي اختصاصي أمراض القلب والأوعية، من مخاطر الهلع على الأشخاص ذوي الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط والأمراض القلبية؛ لأنه يتسبب بحدوث ارتفاع مفاجئ بضغط الدم مما يؤهب لتمزق عصيدة شريانية وحدوث احتشاء قلبي أو دماغي، مبيناً أن ذلك تسبب بوفاة نحو خمس حالات في عدد من المناطق التي تأثرت بالزلزال.
ونصح الأمهات بالتخفيف من القلق والخوف لما يحمله من مخاطر على الأطفال خاصةً شخصيتهم مستقبلاً لذلك من الضروري تجنب الحديث عن الزلزال وغيره من الكوارث أو إظهار الخوف أمام الأطفال، لافتاً إلى أهمية الابتعاد عن متابعة الأخبار المتعلقة بحدوث الهزات وتوقع حدوث الزلزال التي أصبحت حديث السوشال ميديا.
وكان اختصاصي أمراض القلب والأوعية، ذكر أنه يجب التفريق بين القلق والهلع، فالأول يكون مستمر بحيث يكون الشخص في حالة عدم تركيز ويعاني من اضطرابات النوم ويحتاج إلى علاج تعديل سلوك في المرحلة الأولى ويمكن العلاج الدوائي في حال استمرار الحالة، بينما الهلع حالة مؤقتة يمكن علاجها عبر إجراءات تنفس لمعالجة فرط التهوية أو علاج دوائي بعد استشارة طبيب حسب شدة الهلع وأثره النفسي والعضوي.
يشار إلى أن الزلـزال الذي حدث في سوريا في 6 شباط، تسبب بوفاة 1387 شخصاً، وإصابة 2326 آخرين، وفق ما أعلنه وزير الصحة حسن غباش قبل أيام.