واجه عمل شركة إسمنت حماة وجود مصفوفات ضخمة من الصخور المشبعة بعنصر المغنسيوم بوزن يتخطى 1.5 مليون طن داخل مناجم استخراج الكلس النقي غير الصالحة للدخول في صناعة الإسمنت كما يتطلب توضعها الضخم على شكل جبال داخل جبهات العمل ترحيل وإزاحة تكلف 2 مليار ليرة ما دفع كوادر الشركة إلى الدراسة الدقيقة واكتشاف قدرات مثيرة لفلزات هذه الصخور ما حولها من ميزان إنتاجي خاسر إلى ثروة اقتصادية ستجني منها الشركة إيرادات تتخطى 3.7 مليارات خلال السنوات القادمة.
وقال المهندس علي جبعو مدير عام شركة إسمنت حماة في تصريح لوكالة “سانا”: “واجهتنا إعاقة طبيعية مربكة خلال عملنا وهي جبهة ضخمة جداً من الصخور المشبعة بعنصر المغنسيوم توضعت على شكل جبل يصل ارتفاعه إلى 30 متراً ويزيد وزنه على مليون ونصف طن ويشكل إعاقة كبيرة لعمليات استخراج الصخور الكلسية النقية داخل مقالع الشركة كما يعيق توضع هذه الصخور وسط مناجم الكلس حركة كسارات الحجر، مبيناً أن إزاحة وترحيل هذه الكتلة ستكلف الشركة أعباء مالية تتخطى 4 مليارات ليرة وفق الأسعار الرائجة فضلاً عن كونها تشكل تهديداً لعمليات الاستثمار للكلس النقي”.
وأضاف: قمنا بإجراء عشرات التحاليل الكيميائية والفيزيائية والاختبارات لهذه الصخور ولوحظ أن نسبة المغنسيوم فيها تتخطى 15 بالمئة وهي عالية جداً غير مسموح بها في صناعة الإسمنت وبينت التجارب أن دخول هذه المادة في صناعة الطوب الخرساني يرفع نسبة مقاومته من 60 كغ/سم2 إلى 93كغ/سم2 وهو ما شكل اكتشافاً مهما يكفل بتحويل مليون ونص من الصخور من عائق مخسر إلى ثروة اقتصادية كبيرة فتم إنشاء وحدة متخصصة بإنتاج الطوب الخرساني بمعدل 3000 قطعة يومياً يلحق بها خط كسارات لإنتاج الرمل النحاتة والحصويات بمعدل 500 طن يومياً لدعم إنتاج وحدة الطوب الخرساني وللبيع المباشر للمواطنين.
وأشار جبعو إلى تحقيق نجاح كبير خلال الأيام الأولى مع ازدياد الطلب على الطوب الخرساني حيث سوقت الشركة حتى اللحظة 2 مليون قطعة بالإضافة إلى بيع 50 ألف طن من الحصويات للقطاعين العام والخاص مبيناً أن إيرادات الشركة بلغت 200 مليون ليرة ووفق تقديراتنا الهندسية ستحقق الشركة إيرادات خلال السنوات القادمة تبلغ 3.7 مليارات ليرة عبر بيع منتجاتها لجهات القطاع العام والخاص.