خاص|| أثر برس أيام قليلة تفصلنا عن حلول عيد الفطر السعيد، حيث تكون زيارة المقابر أولى الوجهات التي تتزامن مع تكبيرات العيد التي تصدح في المآذن، وعليه بات مشهداً طبيعياً أن ترى أغصان الآس تغزو أسواق المحافظات الأساسية وجوانب الطرقات الرئيسية، باعتبارها الأكثر طلباً.
في دمشق، حيث لا يزرع الآس، تبدأ باستقباله قبل حلول العيد بيومين قادماً إليها من الساحل، حيث يقوم البعض بنقله عبر شاحنات صغيرة إلى أسواق دمشق، إلى أشخاص محددين بناء على توصية مسبقة، أو يقومون ببيعها هم من دون وسيط.
وقال أبو علي أحد أهالي بلدة الدريكيش بريف طرطوس لـ”أثر”: “قبل العيد بيومين نتوجّه أنا وعائلتي إلى الحراج حيث توجد أشجار الآس، نقوم بقص الأغصان وتوضيبها ضمن حزم، ثم أضعها بسيارتي “بيك آب” وأنقلها إلى دمشق حيث يوجد هناك شخص أتفق معه كل عيد على تزويده بالآس ليقوم ببيعه”.
وحول الأسعار، بيّن أبو علي أنه لا توجد أسعار محددة لـلآس، وإنما حسب أجور النقل والاتفاق الذي يتم عند تسليم الآس، مستدركاً: “أنا أبيع بأسعار رمزية لأننا لا نتكلف شيئاً من زراعة وتكاليف إنتاج وري وغيره باعتبار الآس يظهر تلقائياً في الحراج، لكن أجور النقل المرتفعة تزيد من سعر الآس”.
وأكد أبو علي أن قص أغصان الآس وبيعها يعد مصدر رزق لعدد من العائلات خاصة في الأعياد، حيث يكون الناس بحاجة إلى أي مبلغ مالي ليساعدهم على تدبّر حاجات المنزل.
من جهته، قال أخصائي وقاية النبات غاندي جروخ لـ”أثر” إن أشجار الآس تنتشر إلى جانب أشجار البلوط والسنديان والسرو على امتداد الحراج في الساحل السوري، حيث يقوم الأهالي بقص أغصان أشجار الآس عشية الأعياد لوضعها على قبور ذويهم صبيحة العيد، ومنهم من يقوم بنقلها إلى أسواق المدينة في طرطوس وبانياس، وإلى دمشق والمحافظات الداخلية التي لا يوجد فيها الآس.
وعزا جروخ السبب وراء انتشار الآس في الحراج بالساحل السوري، إلى المناخ المعتدل السائد والذي يساعد الـآس على النمو بكثرة، خاصة أنه من الأشجار البعلية كالبلوط والسرو والسنديان.
وأشار جروخ إلى أن هناك عائلات تقوم بزراعة أصناف مهجنة من أشجار الآس في حديقة المنزل، للاستفادة من الثمار “حب الآس”، وهي أصناف مروية وليست بعلية كأشجار الـآس التي توجد في الحراج.
صفاء علي – طرطوس