أثمرت الجولة الروسية في دول الخليج عن إعلان تشكيل آلية تشاورية بين قطر وتركيا وروسيا، على أن تكون موازية لمسار أستانا، في حين أثار هذا الإعلان العديد من إشارات الاستفهام حول بعض تفاصيلها، مثل توقيتها والدول المشاركة بها والأهداف التي لم يتم الإعلان عنها.
فأشارت صحيفة “رأي اليوم” اللندنية في صفحاتها إلى غياب إيران التي تعتبر من أهم حلفاء سوريا وتتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا وقطر، فنشرت:
“استثناء إيران حليفة سوريا من هذا الاجتِماع الثّلاثي والمنظومة السياسيّة التي تمخّضت عنه، والحديث عن مُساعدات وتخفيف حدّة الوضع الإنساني المُتدهور، ودون ذكر الحكومة الرسمية بالاسم، ولو لمرة واحدة في المؤتمر الصحافي والبيان الختامي للاجتماع أمر يبعث على الحيرة والقلق معاً، ويعكس بوادر تغيير في الموقف الروسي، ومؤشرات على احتمال التخلي عن منظومة آستانا”.
وصحيفة “القدس العربي” نقلت عن خبراء في العلاقات الدولية حاولوا تفسير غياب إيران عن هذه الآلية، حيث جاء فيها: “في الواقع قد يكون الغياب الإيراني مردّه إلى عدم الرضى من إيران، التي لا ترغب في تقديم الدولة السورية لأيّة تنازلات في العملية السياسية وغيرها.. وحول التنازلات الروسية قال الخبير بالعلاقات الدولية: “لايزال الوقت مبكراً لمعرفة ذلك لكن على ما يبدو أن وقت التنازلات قد بدأ، فلافروف يريد من الخليج المال والدعم الإقليمي مقابل تحقيق بعض المطالب في سوريا مثل إقصاء إيران وربما تغيير شكل الدولة السورية”.
كما نشر موقع “عربي 21” مقالاً حول هذه الآلية التي تم تشكيلها برعاية روسية، قال فيه:
“ما عادت الأدوات العسكرية الروسية ذات فائدة في تحصيل مكتسبات سياسية أو اقتصادية في سوريا.. ويبدو واضحاً أن موسكو قبلت بإطلاق مسار ثلاثي مع دولتين تعتبر عدوتين للدولة السورية، وتختلفان اختلافاً حاداً مع روسيا حيال الحل السياسي، وهو يعني فيما يعنيه أن الروس يبحثون عن تحالفات جانبية مهما كانت، حتى وإن كانت من البوابة الإنسانية”.
الآلية التشاورية التي أعلنت عنها روسيا وتركيا وقطر، لم تقدم اقتراحات جديدة، والمحللون يشيرون إلى أنه لا يمكن التعويل عليها ولا يمكن اعتبار أنها مكتملة، وتبقى إشارات الاستفهام تدور حول سبب غياب إيران عن هذا المسار السياسي بالرغم من تحالفها القوي مع سوريا، وسبب اختيار روسيا لتركيا وقطر لتشكل معهم هذا المسار، حيث يشير مراقبون إلى أن روسيا تهدف من هذا الاختيار إلى تحقيق تقارب أكثر مع تركيا في الملف السوري وبذلك تكون أوراق تسويتها مع أمريكا في سوريا أقوى.