خاص || أثر برس أثارت كارثة الزلزال الكثير من التساؤلات حول السبب أو السر وراء صمود الأبنية القديمة، على عكس الأبنية الحديثة التي سرعان ما انهارت بفعل الزلزال، مع أنه كان المتوقع أن يحدث العكس.
وقال المهندس الانشائي يوسف إبراهيم لـ”أثر”: بموجب التقدم الحاصل في الدراسات الإنشائية والتطور العمراني الكبير كان من المفروض أن تراعي الأبنية حديثة البناء أحدث معايير السلامة، وبالتالي فإنه ليس مستغرباً أن تنهار أبنية قديمة ومتهالكة، لكن المقلق هو الانهيار الكامل لأبنية حديثة كان يجب أن تصمد في وجه الزلزال لو أنها بنيت بشكل صحيح.
وأضاف: كارثة الزلزال أعادت الأنظار مرة أخرى إلى أهمية التقيد بالمعايير العالمية لمتطلبات البناء وتطبيق الأنظمة المقاومة للهزات الأرضية في تنفيذ المباني، بحيث تستطيع مواجهة الكوارث الطبيعية.
وتابع إبراهيم: عند مشاهدة بناء صامد في ظل انهيار معظم المباني حوله هذا يؤكد أنه يمكن لمعايير البناء الصحيحة أن تقي المبنى من السقوط، مشيراً إلى أنه بالرغم من تعدد أسباب انهيار الأبنية كعدم التقيد بمعايير البناء، وطبيعة الأرض نفسها، وكيفية انزلاق التربة، سنجد عند النظر إلى وضع الأبنية اختلاف الأضرار في المساحات نفسها وعلى الصف ذاته.
وبيّن إبراهيم أن التنفيذ لا يقل أهمية عن دراسة البناء وتصميمه، فالتنفيذ يحتاج إلى مراقبة ومتابعة، بدءاً من نوعية البناء وطريقة التركيب والالتزام بالخرائط التنفيذية، إذ لم يكن هناك التزام في مواد عملية البناء وخصوصاً الحديد، قد يؤدي إلى انهيار البناء في أي هزة تكون قوتها وسط نسبياً.
وحول صمود الأبنية القديمة أمام الزلزال قال إبراهيم: من الواضح تماماً أن تصميم وتنفيذ المنشآت المقاومة للزلازل تختلف بصورة نوعية عن تصميم وتنفيذ المنشآت المقاومة للأحمال الرأسية فقط كالأبنية القديمة، وبالتالي فان الأضرار المحتمل حدوثها في الأبنية القديمة عند تعرضها للزلازل يتعلق بعدة عوامل ومنها درجة الأمان المتوفرة في هذه المنشآت عند تصميمها، درجة جودة تنفيذ المنشأة، طبيعة استثمار المنشأة، فمعظم الهياكل الإنشائية للأبنية القديمة تتألف من أعمدة كثيرة في خطوط متقاطعة وصحيحة، وهي أحد عوامل الأمان في صمودها أمام الزلزال.
وتابع: بالإضافة إلى وجود الجسور الرابطة بين الأعمدة ويربطها جميعاً السقف المصمت بشكل كامل وهذا ما جعلها مقاومة للزلازل إلى حد كبير، بالإضافة إلى أنها مشيّدة على نوع تربة تأسيس قوية وجيدة، بالرغم من أنها ليس مصممة كأبنية مقاومة للزلازل، مؤكداً أن طبيعة الأرض ونوع التربة لهما دور كبير في صمود البناء أمام الهزات الأرضية أو انهياره.
باسل يوسف