خاص|| أثر “تغيّر الروزنامة الزراعية وتبدل الطقس وارتفاع درجات الحرارة”، كل هذه عوامل منعت أصحاب محلات الورود والأزهار من بيع منتجاتهم.
ففي جولة لمراسلة “أثر” على بعض محلات الورود في دمشق، تبين أن معظمها لا يبيع الورود الطبيعية إنما الاصطناعية فهي المطلوبة بسبب ارتفاع درجات الحرارة؛ فالحرارة العالية تؤدي إلى ذبول الورد الطبيعي.
يقول أدهم صاحب محل لبيع الزهور لـ “أثر”: “منذ ما يقارب الشهر لم أطلب أي زهرة طبيعية من المشتل والسبب أن المحل لا يستوعب أنواعاً كثيرة وتحتاج إلى تبريد ومع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي لا يمكننا استيعاب إلا أنواع قليلة عمرها طويل كالجوري والقرنفل التي تعيش من ثلاثة أيام إلى أسبوع”.
وعن نسبة الإقبال على شراء الورود، قال: “على الرغم من أنه موسم مناسبات للنجاح في الشهادات والأعراس إلا أن مستوى بيع الزهور الطبيعية انخفض إلى النصف وبات الناس يشترون الورود الصناعية لأنها أطول عمراً ولكنها أغلى ثمناً”.
أما ناريمان مهندسة زراعية ولديها محل أزهار، قالت لـ”أثر”: “في موسم الصيف نعتمد بيع الأزهار في مناسبات الأعراس والخطوبة فننظم بوكيهات كبيرة تتسع لأكثر من 300 وردة؛ لذلك فإن الطلبات تتم قبل أيام عدة، حيث أطلبها من المشتل ونرسلها إلى المكان المخصص أما بقاء الأزهار في المحل فهو خطأ كبير خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة لأن معظم الأزهار تتعرض للذبول والتعفن لعدم وجود مكان مبرد لهم؛ ولا أخفي أن موجة الحر أثرت تأثيراً كبيراً في حركة البيع، إذ اقتصر الشراء على باقة صغيرة لا يتجاوز ثمنها 25 ألفاً ولكن اعتماد الورود الاصطناعية هو الأكبر”.
بدوره، ماجد صاحب محل أيضاً يحاول قدر الإمكان المحافظة على الورود بقص ساقها من الأسفل يومياً كي تعيش أياماً قليلة ويتمكن من بيعها، مضيفاً: “الخسائر كبيرة جراء موجة الحر فمعظم الورود التي لا نبيعها نتخلص منها لأنها تذبل بسرعة”.
وفي السياق ذاته، رئيس اللجنة الرئيسية لمنتجي ومصدري النباتات السورية في اتحاد الغرف الزراعية محمد الشبعاني، أوضح لـ “أثر” أن ارتفاع درجات الحرارة أثّر في عمليات تداول الزهور تأثيراً كبيراً، متابعاً: “لأنه كما نعلم هناك أزهار صيفية وأخرى شتوية وأزهار مناسبة لموسم معين وأزهار عمرها قصير تحتاج في فصل الصيف إلى عملية تبريد ووضعها في مكان ظليل وبارد بدءاً من أماكن الإنتاج في الأرياف وصولاً إلى أماكن البيع سواء في مدينة دمشق أم في الأسواق الرئيسية، وقد رافق ارتفاع درجات الحرارة عدم وجود الطاقات البديلة والتي يمكن لبعض الأزهار أن توضع في الثلاجات أو البرادات فتطيل عمرها إضافة إلى أن البيوت والمنازل وصالات الأفراح التي توضع فيها الأزهار وتكون مبردة تطيل عمر الأزهار لأيام طويلة ويمكن للمهتمين بها إطالة عمرها بقص ساقها أو وضع بكتيريا مضادة للتعفن، إلا أن انقطاع التيار الكهربائي وعدم وجود طاقة بديلة وارتفاع الحرارة جعل عمر الأزهار قصيراً جداً”.
وختم الشبعاني كلامه لـ “أثر” قائلاً: “وأخيراً فإن ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي وقلة مصادر الطاقة بشكل أو بآخر، كل ذلك أثّر في عمليات سقاية المشاتل والمزارع، إذ خرج عدد كبير من المشاتل عن الخدمة لعدم توفر المياه أو انقطاعها وعدم القدرة على توفيرها في أوقات معينة”.
يشار إلى أن موجة الحر التي تشهدها سوريا أثرت في قطاع الدواجن والحلويات أيضاً، إذ أوضح رئيس الجمعية الحرفية للحلويات بسام قلعجي في وقت سابق لـ “أثر” أن نسبة الخسائر في قطاع البوظة تجاوزت الـ80% نتيجة موجة الحر وانقطاع الكهرباء ساعات طويلة.
كما، كشف مدير عام المؤسسة العامة للدواجن د.سامي أبو دان لـ”أثر” عن أن نسب نفوق الدجاج جرّاء ارتفاع درجات الحرارة تراوحت بين 10-20% من الدجاج الفروج، أما الدجاج البياض تراوحت بين 5-10%.