لا يبدو أن الأمور ستنتهي على خير بين ناديي جبلة والوثبة إذا لم يتدخل العقلاء وأصحاب القرار فيهما لإيقاف الحرب الكلامية على صفحات الانترنت، والتي تواصل التصعيد بدون وجود أي رادع وكأنه يوجد من له مصلحة في إشعال نارها فكلما هدأت قليلاً يقوم بصب الزيت عليها أو يضيف حطباً لتتأجج من جديد وتزيد من الآلام بين ناديي الوطن الواحد.
وكأنه ما كان ينقص مدينتي جبلة وحمص، اللتان تبحثان عن السعادة بعد كل ما حل من ويلات نتيجة الحرب منذ سنوات أو نتيجة الكوارث والأمراض التي تصيبه، إلا الخصام لأجل كرة القدم التي نعتبرها متنفساً ومصدر سعادة للجميع يوحد ولا يفرق.
بيان هنا وآخر هناك ورد من هنا وصورة أو مقطع فيديو من هناك لتثبيت تهمة أو إبعادها، ونسي الجميع في غمرة ذلك أن جهة مسؤولة ستحاسب المخطىء أي كان وستنتهي الأمور بعقوبة رياضية.
بغض النظر إن أخطأ مدرب الوثبة أو لم يخطىء أو أخطأ أحد كوادر جبلة أم لم يفعل، فإن الأمور يجب أن تتوقف وتنتهي ولا يجوز التصعيد بين الجماهير وليقول القضاء السوري إن تم اللجوء إليه أو الرياضي قرارهما، ولنضع نقطة انتهى على كل شيء ونوقف هذه المهزلة التي لا تليق بسمعة ناديين كبيرين متنافسين على لقب الدوري.
وكانت إدارة نادي جبلة قد احتجت على مدرب الوثبة فراس معسعس بعد تفوهه (حسب بيانها) بكلام يسيء للمدينة وأهلها، ونفى مدرب الوثبة ذلك وردت إدارة النادي باحتجاج على تصرف أحد كوادر جبلة اعتبرت فيه أنه ضغط على الحكم بدخوله لأرض الملعب وتهديده له.
وهذا ما نفته إدارة نادي جبلة لتبدأ بعدها حكايا وقصص و(نبش) في الماضي بهدف الإساءة من قبل البعض للناديين مستعرضين عضلاتهم غير عابئين بتصرفاتهم اللامسؤولة التي تزيد الهوة بدلاً من أن تعمل على ردمها.
اتحاد كرة القدم يجب أن يتصرف بسرعة ولا ينتظر أن تنتهي عطلة العيد حتى يتخذ قراره، وعليه أن يكون أكثر حكمة في القرار وأن يمارس دوره كأب روحي للأندية فيجمع ويحل الخلاف، لا أن تكون قراراته غير مدروسة لأننا اعتدنا على اتخاذ قرارات سرعان ما يعود عنها عبر لجنته المختصة بهذا الأمر فيؤجج النار بدلاً من أن يخمدها.
نتمنى أن يتذكر الجميع أن الرياضة وحدتنا وكانت عوناً لنا في سنواتنا الماضية الكئيبة وبها انتصرنا عندما كنا كرياضيين نمارس الألعاب رغم أنف الجميع، فلنحافظ على جمالية وقدسية الرياضة ولننبذ المسيئين من وسطنا الرياضي.
محسن عمران || أثر سبورت