أثر برس

ما الذي يميّز التقارب الحاصل بين الأردن وسوريا؟

by Athr Press Z

أمام الإقبال السياسي والاقتصادي الذي تتلقاه دمشق خلال الفترة الأخيرة من قبل العديد من الدول والمنظمات الدولية، يحظى الأردن بأهمية خاصة لدى المحللين في الصحف العربية والأجنبية، وذلك نتيجة ارتباطه الوثيق بالإدارة الأمريكية، وموقعه القريب من سوريا الذي يجعله بمثابة جسر للأخيرة للمرور إلى دول الخليج العربي.

حيث نقلت صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية عن الخبير العسكري يوري ليامين، قوله:

“إن أي تحسن في علاقات دمشق الاقتصادية مع جيرانها سيكون مفيداً لها في الوضع الحالي، لأن الوضع في الجمهورية العربية السورية في هذا المجال لا يزال صعباً بما يكفي، ومن ناحية أخرى، لا ينبغي توقع الكثير هنا أيضاً فحصة الأردن في التجارة الخارجية مع سوريا لم تكن كبيرة جداً حتى قبل بدء الحرب، وفي الوقت نفسه، لا يستبعد ليامين أن إدارة بايدن كان بإمكانها تخفيف العقوبات فيما يتعلق بالتفاعل الاقتصادي بين سوريا وإيران”.

ونشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية:

“تبدي عمّان رغبتها في إعادة تطبيع العلاقات على أعلى المستويات مع دمشق، تتلقّى الأخيرة الرغبة الأردنية بحذر، خشية تبدّل الموقف الأمريكي، والذي قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر. في الأثناء، تُطرح تساؤلات عمّا إذا كانت هذه الإيجابية ستنسحب على العديد من الملفّات العالقة بين سوريا والدول الخليجية، وعلى رأسها العودة إلى جامعة الدول العربي” وأضافت الصحيفة “لا يمكن اعتبار الموقف الأردني معزولاً عن توافق عربي، أو بالحدّ الأدنى خليجي غير معلَن حتى الآن، على مثل هذا التطبيع، والسوق الأردنية، وإن كانت متعطّشة للبضائع السورية، لا يمكنها أن تستوعب كلّ هذه المنتجات، ولذا غالباً ما يكون الأردن طريق عبور فقط نحو الدول الخليجية التي لم توقف استيراد الخضار وزيت الزيتون من سوريا طيلة سنوات الحرب، وتبدو جملة المواقف العربية الإيجابية، والتي يلعب الأردن دور «رأس الحربة» فيها، مبنيّة أساساً على موقف أميركي غير ممانع لها، وهو تبدُّل بدأه الأميركيون بالموافقة على نقل الغاز المصري نحو لبنان مروراً بسوريا، ومن ثمّ الموافقة على توجّه الأردن لتحريك مياه السياسة الراكدة بحجر الاقتصاد، على اعتبار أنه لا يمكن لعمّان أن تتّخذ مثل هذه الخطوات من دون تنسيق مسبق مع واشنطن، خشية من العقوبات المفروضة على دمشق”.

وفي إطار الحديث عن الضوء الأخضر الأمريكي للأردن في التقارب مع سوريا، نشر معهد “ريسبونسيبل ستيت كرافت” الأمريكي مقالاً جاء فيه:

“في الوقت الحالي، يبدو أن إدارة بايدن قد اختارت توازنا دقيقا ووتيرة تغيير محدودة بدأت بمنح درجة أعلى من حرية اتخاذ القرار لبعض شركائها العرب الذين كانوا لأعوام يعبرون عن حرصهم على التوسع في تعاونهم المحدود حاليا مع دمشق، وقد أرسلت واشنطن عددا من الإشارات غير المباشرة أو الهادئة، بما في ذلك الضوء الأخضر لاستعادة السيطرة على درعا، وهو أمر حيوي لتأمين طرق التجارة مع الدول العربية المجاورة لسوريا”.

أبرز ما يميز التقارب بين الأردن وسوريا هو التسارع الواضح في توسعه وشموله لعدة ملفات اقتصادية وخدمية وسياسية وغيرها، إلى جانب احتمال تأثيره على دول وجهات أخرى في وضع سياستها إزاء سوريا.

أثر برس

اقرأ أيضاً