أثر برس

الأستانة.. مباركة دولية لتقسيم التركة السورية

by Athr Press R

رضا زيدان

لا مخرجات جديدة من مجريات اليوم الأول من جولة المحادثات السورية في أستانة، رغم ما تخللها من إعلان وفد الفصائل المعارضة مقاطعته للاجتماعات لحين تلبية مطالبه.

مناورة الوفد المعارض التي أتى إعلانها عقب اختتامه للقاءيه المقررين مع الوفد الأممي والأميركي، تسعى إلى إعطاء فرصة لتحصيل “ضمانات” أكبر حول تفاصيل المقترح الروسي بشأن “مناطق تخفيف التصعيد”، الذي سرق أضواء الجولة الجديدة.

وإلى جانب التبني الروسي الرسمي للمقترح على لسان الرئيس فلاديمير بوتين نفسه، أعلن الأخير خلال استقبال نظيره التركي رجب طيب أردوغان، توقّعه مناقشة الخطة في أستانة، ملمّحاً إلى وجود “دعم” أميركي لها.

إذ أكد أنه بحثها مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاتفياً، موضحاً بالقول: “إذا فهمت جيداً، فالإدارة الأميركية تدعم هذه الفكر”.

وبدا لافتاً ما ذكره بوتين عن أن تلك المناطق ستصبح مناطق حظر جويّ “شرط توقف أي تحرك عسكري بالكامل فيها”.

ووفق ما توقّع رئيس الوفد الروسي إلى أستانة ألكسندر لافرنتييف، فإن الوثيقة التي “لا تزال قيد الإعداد” وسيجري التفاوض عليها اليوم مع تركيا وإيران.

وبدا الموقف التركي إيجابياً أمس تجاهها، إذ قال الرئيس أردوغان إن “الهدنة” تشكل فرصة لإنجاح مساعي الحل السياسي و”ينبغي عدم إهدارها”. وأشار إلى ضرورة خروج قرار من محادثات أستانة حول وقف العمليات العسكرية، موضحاً أن “بعض الأوساط تصرف كل طاقاتها لإجهاض العملية”.

رغم تصريح أردوغان بدا واضحاً تذبذب وفد المعارضة، حيث انسحب من المباحثات منذ اليوم الأول وهذا يؤكد على عدم التوافق التركي والروسي لاسيما في قضية إقامة أربع مناطق عازلة في سوريا.

ومن جهة المعارضة، أكد مستشار “الهيئة العليا” يحيى العريضي، أنهم بصدد دراسة المقترح الروسي و”فهم جوهره بالكامل”.

ورأى وفد المعارضة في بيان أصدره أمس، أن إقامة مثل هذه المناطق “إجراء موقت للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الصعبة للمدنيين ولا يمكن القبول بأي بديل من الانتقال السياسي”.

فيما علّقت المصادر المعارضة فيما بينها، والمشاركة في أستانة أن “إنشاء أربع “مناطق آمنة” في إدلب وشمالي حمص والغوطة الشرقية وجزء من حوران، حيث التجمعات “العربية السنية” تهدف لتحويل هذه المناطق إلى معتقلات كبيرة تحرسها قوات أجنبية بمباركة دولية، ومن الطبيعي والبدهي أن تكون روسيا وإيران من عداد تلك القوات!

ورغم أن المعارضة وافقت عملياً على ورقة المناطق الأربع الأمنية في سوريا إلا أن الخلاف كان من نصيب بند واحد دون التصريح ما هو البند، لكن المعلومات والواردة من أستانة تبيّن أن البند المختلف عليه هو وجود قوات روسية في المناطق الأمنية الأربع.

مشروع تقسيم سوريا يلوح في الأفق القريب، فالمعارضة توافق على هذا المشروع لكن ترفض أن يكون للروسي دور فيه، كذلك تركيا تصفق للمشروع، أما وفد الحكومة السورية أبدى تأييده من أجل تخفيف الضغط السياسي والدولي عنه بعد سبع سنوات أثقلت كاهله.

اقرأ أيضاً