خاص || أثر برس صدر أول كتاب يوثق أنواع الأفاعي الموجودة في سوريا بعد أن قامت جميع دول العالم باستثناء سوريا لتقديم العديد من الدراسات العلمية المفصلة حول الأنواع الموجودة في البلاد.
وحول كتاب “أفاعي الجمهورية العربية السورية”، يشرح أحد مؤلفيه وخبير الحياة البرية في سورية م. أحمد إيدك لـ”أثر برس” أن “سوريا تفتقر إلى الأبحاث العلمية التي تغطي الأنواع البرية الحيوانية وهي الدولة الوحيدة التي لم يصدر فيها أي بحث علمي شامل للأنواع المختلفة كما هو موجود في جميع دول العالم، إضافة إلى ذلك، فجميع الأبحاث العلمية السابقة قام بها باحثون أجانب، فمن النادر جداً أن نرى بحثاً علمياً لباحث سوري” مبيناً أنه بدأ العمل في توثيق الحياة البرية السورية منذ أكثر من 25 عاماً، وأول بحث كان في العام 2000 وتحدث عن طيور حوض الفرات الأدنى ومن ذلك الحين اتخذ قراراه بتوثيق الحياة البرية الحيوانية بكافة أشكالها .
وتابع إيدك أنه بدأ بمحافظة دير الزور حيث نشر كتاباً بعنوان (دليل التنوع الحيوي في محافظة دير الزور) في العام 2010 وتضمن مئات الصور للأنواع الحيوانية والنباتية وفي السنوات الأخيرة عمل على تكثيف دراساته لتغطية معظم الأنواع البرية الموجودة في سوريا، مشيراً إلى أنه خلال الأشهر القادمة سيتم إصدار أول بحث علمي بتاريخ سوريا للحيوانات الثدية والذي سيكون موسوعة علمية ضخمة كما سيتم إصدار بحث عن البرمائيات والسلاحف والطيور البرية.
ويتضمن الكتاب مقدمة عن الأنظمة البيئية التي تتميز بها سوريا مع خرائط توضيحية وصوراً للطبيعة من كافة المناطق السورية توضح روعة سوريا وجمالها، وجميع الأنواع المذكورة في الكتاب تتضمن وصفاً دقيقاً مع دليل تصنيفي، إضافة إلى صورة وخريطة توزعها في سوريا، موضحاً أن الاعتماد الأساسي كان للجولات الميدانية، وكان هناك تعاون مع صفحة (هواة الحياة البرية السورية) على الفيس بوك التي قدمت العديد من الصور والبيانات وساعدت بمعرفة الأنواع المختلفة المنتشرة في المناطق السورية و مكان توزع كل نوع من الأفاعي من خلال خريطة توضيحية، مضيفاً أن إعداد الكتاب استغرق أكثر من عام في جمع البيانات السابقة والحالية وتنسيقها .
المعوق الوحيد أمام إعداد الكتاب كان صعوبة التنقل والتكاليف الباهظة، بحسب إيدك، فعشرات الجولات تم إلغاؤها لهذا السبب، موضحاً أنه لولا تعاون جميع الأصدقاء والمعارف في تقديم البيانات لما تمكنا من إصدار الكتاب بصورته الرائعة الحالية.
وعن أهمية هذا الكتاب ووجود مهتمين لمعرفة أكثر عن الحياة البرية في سوريا، بين إيدك أن “الكتاب سيكون مرجعية علمية للأجيال القادمة وقاعدة علمية أساسية سيبنى عليها أي بحث علمي أو دراسة للأفاعي في المستقبل سواء في سوريا أو في الدول المجاورة حيث أن سوريا تتميز بتنوع حيوي مذهل مقارنة مع الدول المجاورة وبحسب دار النشر فإن أكثر من مئة نسخة من الكتاب تم حجزها قبل الطباعة”.
ولفت إلى أن العديد من الشباب السوريين المهتمين والمتابعين لهذا المجال يصورون الحياة البرية بكافة أشكالها ليتعرفوا إلى الأنواع الموجودة في محيطهم.
وأشار إلى أن “تأليف الكتاب كان بالتعاون مع الباحث السوري يمان عمران والبروفيسور زهير عمرو من الأردن وهو من كبار علماء الحياة البرية في الشرق الأوسط والدكتور محمد أبو بكر من الأردن والبروفيسور يوغر جوجير من كبار العلماء في العالم بالأفاعي وهانز استربور، وسيتم النشر عن طريق دار النشر Edition Chimera في فرانكفورت بألمانيا والتي تعد من أشهر دور النشر العلمية العالمية المختصة بالزواحف وتمت الموافقة من قبلهم على نشر الكتاب مباشرة عند رؤية المسودة الأولى له، فهكذا عمل علمي بالنسبة لهم هو فرصة لطباعته لديهم لكونه أول دراسة علمية لسوريا ” مبيناً أنه لا يوجد ربح مادي من بيع الكتاب له أو لأي مؤلف عمل معهم لأن هدفهم هو نشر العلم والمعرفة ولو كان ذلك على حسابهم الشخصي.
وختم خبير الحياة البرية في سوريا حديثه قائلاً إن “ما يميز الأفاعي والحيوانات البرية عموماً في سوريا هو تنوعها ما بين ما هو موجود في أوربا، وبلاد الرافدين، والنمط الفارسي، والنمط الصحراوي للجزيرة العربية, ويعود ذلك بالطبع إلى تنوع البيئة السورية التي تعتبر جسراً برياً ما بين آسيا و أوروبا إضافة إلى ذلك لا يوجد أنواع مهددة بالانقراض من الأفاعي في سوريا.
يذكر أن خبير الحياة البرية م. أحمد إيدك أوضح لـ”أثر” أن الأفاعي تعتبر من الحيوانات الأكثر إحساساً بالزلازل كونها تمتلك مجموعة قوية من الآليات الحسية لاكتشاف التغيرات الصغيرة في جوانب بيئتها، مضيفاً: “وقد أنقذت تجربة الصين في التنبؤ بالزلازل بوساطة الثعابين في العام 1975 أرواحاً عدة حيث تم إخلاء مدينة هايتشنغ الصينية قبل وقوع الزلزال بمدة وجيزة”.
لمى دياب