تضاربت الآراء في الفترة الأخيرة حول مصير مناطق الأكراد في سوريا، حيث أكدت بعض المصادر أن الأكراد في طريقهم إلى تسليم الأماكن التي يسيطرون عليها للسلطات السورية، في حين نفى مسؤولون أكراد آخرون هذا الاحتمال، ما يشير إلى حالة من الزعزعة يعيشها الأكراد بعدما بقوا لسنوات عدة في ظل دعم أمريكا، التي عقدت أخيراً اتفاقاً مع تركيا حول مدينة منبج شمالي سوريا.
حيث أشارت صحيفة “ذي إندبندنت” إلى وجود حالة عدم ارتياح من قبل الأهالي تجاه سياسة الأكراد الحالية في المناطق التي يسيطرون عليها، فقالت:
“إن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة منشغلة الآن في قتال القوات التركية، وهناك ثمة حالة من عدم الرضا المتزايد من قبل السكان المحليين بشأن جباية الضرائب والتجنيد الإجباري في المناطق التي تسيطر عليها الجهات الحليفة للغرب بعد انسحاب التنظيم منها، كما أنه في الوقت الذي يبحث فيه التنظيم عن تحالفات جديدة، فإن الولاءات بين أمريكا والأطراف المدعومة منها تشهد حالة من التفكك”.
ونشرت “القدس العربي” تفاصيل عن الداخل الكردي فقالت:
“تدور المفاوضات الحالية حول بضع نقاط، حسب مطلعين على مسار المحادثات، أهمها انضمام مقاتلي الأكراد إلى القوات السورية، وانتشار الجيش السوري على الحدود التركية السورية، واستعادة الحكومة السيطرة على نقطتي الحدود مع تركيا، الدرباسية ورأس العين، وتسليم معبري اليعربية شمال الحسكة البري، وسيمالكا النهري مع العراق، إضافة إلى حقول النفط والغاز لوزارة النفط السورية والإدارة العامة لرميلان والجبسة، وفي المقابل فان الناشطين الأكراد يتحدثون عن مطلب كردي بأن يكون وزير النفط في الحكومة السورية كردياً، واحتساب مدة خدمة عناصر الميليشيات الكردية من مدة الخدمة الإلزامية لدى الجيش النظامي”.
أما في صحيفة “الوطن” السورية فجاء:
“إن كانت الولايات المتحدة سلمت باتفاق الوقت الراهن مع الروس حول الجنوب فهي على الأغلب ترحب بانتخابات الإدارة المحلية في موقف يقربها من الروس كثيراً، بعدما أكسبت حلفاءها خبرة العمل في «المجالس المحلية» التي رعتها وحمتها فصائل وتنظيمات مدعومة أميركياً خلال السنوات السابقة، وهذا الخيار تطرحه أميركا بقوة على طاولة الشمال أيضاً للضغط على التركي أولاً والروسي ثانياً ودمشق ثالثاً وحتى الكردي رابعاً، فيما لو جرت انتخابات مجالس محلية في مناطق كالحسكة التي لا يزال النفوذ الأكبر فيها لـقوات كردية أكثر مما هو نفوذ للجيش”.
ربما يكون تصريح الرئيس السوري بشار الأسد حول مصير من يستمر بالتعاون مع أمريكا في سوريا، هو ما دفع الأكراد إلى التفكير بمستقبلهم بطريقة مختلفة، لكن من الواضح أن هناك الكثير من العوامل التي تمنعهم من اتخاذ القرار النهائي حول مصيرهم، ربما تتعلق بانقسامات بينهم أو وعود ينتظرونها من دول أخرى، ولا يمكننا أن نتجاهل احتمال أن يكون كل ما يحدث عبارة عن مسرحية سيتفاجئ الجميع بنهايتها.