رأت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن التدخل العسكري الغربي في ليبيا عام 2011 حولها إلى بؤرة لتصدير الإرهاب.
وذكرت الصحيفة في مقال للكاتب البريطاني باتريك كوكبرن أنه لو لم يشن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الحرب بقيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) على ليبيا عام 2011 لكان من المستبعد أن يتوجه لاجئون بينهم إرهابيون إلى بريطانيا في العام التالي.
وأشار كوكبرن إلى أن هذا الاستخلاص ينطبق على عدة حوادث شهدتها ليبيا بينها حادثة الانتحاري سلمان عبيدي الذي قتل 22 شخصاً وجرح 139 آخرين معظمهم من الأطفال في مانشستر أرينا عام 2017 حيث خففت الحكومة البريطانية من مراقبتها لتحركات الإرهابيين القادمين من ليبيا لأن الاستخبارات البريطانية اعتبرتهم “حلفاء محليين مفيدين” في حربها ضد الرئيس الراحل معمر القذافي.
وتابع كوكبرن إنه “من المثير للاشمئزاز” كيف يواصل مسؤولون مثل كاميرون الدفاع عن تدخل الناتو في ليبيا عام 2011 رغم أن ذلك أدى إلى هذه الحرب المستمرة والفوضى التي أنتجت موجة من اللاجئين.. كما أن هذه النتيجة المتوقعة للتدخل الأجنبي بالكاد تلقى إشارة في التغطية الإخبارية لعمليات القتل الإرهابية كتلك التي وقعت في مانشستر أو ريدينغ أو لندن بريدج “ما يعد أمراً مريحاً من وجهة نظر الحكومة البريطانية حيث يتم تناسي دورها الفادح في تحويل ليبيا إلى مكان لحرب دائمة”.
ولفت الكاتب البريطاني إلى أنه لم يلحق أي ضرر سياسي بالقادة الغربيين بسبب أخطائهم في الحروب بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا موضحاً أن “البلدان التي يتم الإعلان والتباهي بأن التدخل الأجنبي أنقذها باتت محطمة بسبب صراع لا نهاية له.. كما أن هذه التدخلات اختفت من أجندة الأخبار حتى لا يربط الناخبون في الداخل مذابح الإرهابيين في شوارعهم بالحروب التي تم خوضها باسمهم في أماكن بعيدة”.
وتعاني ليبيا منذ سنوات من حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والمجموعات المسلحة التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن حسب انتماءاتها الدولية كحكومة الوفاق التابعة لتركيا.