نتج عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أمس الجمعة إلى أنقرة، اتفاق بين الطرفين لكبح جماح الخلافات، مشيرين إلى وحدة الأهداف فيما بينهما، وذلك بالتزامن مع التطورات الميدانية التي تشهدها الساحة السورية بشكل عام وعملية “غصن الزيتون” بشكل خاص، وذلك بعدما أعلنت القوات السورية عن عزمها لدخول عفرين، حيث تحدث المحللين والمراقبين للمشهد عن مصير هذا التوافق التركي – الأمريكي، بطرح احتمالات مختلفة.
فجاء في صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً تحدث عن طبيعة الخلاف بين البلدين، جاء فيه:
“الحرب في سوريا ليست هي نقطة الخلاف الوحيدة بين واشنطن وأنقرة، فإدارة ترامب منزعجة من الرئيس أردوغان بسبب العلاقة المتنامية بين تركيا وروسيا، وتيلرسون عقب محادثاته في أنقرة قال: إن وقت العمل المنفرد بالنسبة لتركيا وأمريكا انتهى، فلقد تعهد بأن بلاده ستعمل على التنسيق مع تركيا، فلن نتصرف بمفردنا فترة أطول، ولن تفعل الولايات المتحدة شيئاً وتفعل تركيا شيئاً آخر”.
ونشرت صحيفة “نيزافيسمايا غازيتا” الروسية مقالاً بعنوان “تركيا تمنح تيلرسون الفرصة الأخيرة” جاء فيه:
“كان الغرض من زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إلى أنقرة تخفيف التناقضات التي ظهرت بشكل حاد بين شريكي الناتو، والأمريكيون بحاجة إلى مزيد من إثبات عزمهم على دعم قوات سوريا الديمقراطية، ولذلك فهم لا يستطيعون تسليم منبج ببساطة، لأن في ذلك فقدانا لماء الوجه”.
أما صحيفة “الأخبار” اللبنانية فلفتت إلى الموقف الروسي من هذه الاتفاق التركي- الأمريكي، حيث ورد فيها:
“نجح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، خلال زيارته أنقرة، في كسب مهلة جديدة لتنفيذ وعود قطعتها بلاده لتركيا منذ عهد إدارة باراك أوباما، بسحب “وحدات حماية الشعب” الكردية من كامل المناطق التي تسيطر عليها غرب نهر الفرات، وعلى رأسها مدينة منبج.. وبالنظر إلى التعاون والتنسيق اللصيق بين أنقرة وموسكو، وخاصة في الشمال السوري، ينتظر ما سيخرج عن الجانب الروسي بخصوص “التوافق” الأميركي ــ التركي حول منبج، لا سيما أن المنطقة تقع ضمن منطقة عمليات سلاح الجو الروسي.. ومن اللافت أن هذا التطور يأتي بالتوازي مع لغة حادة في التصريحات الروسية تجاه واشنطن، بالتوازي مع التصعيد العسكري في ريف دير الزور، شرق نهر الفرات”.
وجاء في صحيفة “القدس“:
شكّلت الأحداث في سوريا خزّاناً لتراكم غضب أنقرة وتصاعد إحساسها بالخيانة الأمريكية، فواشنطن تخلّت عن تركيا حين دخلت في مجابهة عسكريّة مع روسيا، وتحالفت مع “حزب العمال الكردستاني التركي” عبر دعم فرعه السوريّ بحيث حوّلته إلى قوّة ضاربة وزوّدته فعليّاً بإمكانيات دولة كرديّة معادية لتركيا”.