نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي اعتداءً صاروخياً بعد منتصف ليل الأحد الفائت على عدة مناطق في محيط العاصمة دمشق ومحافظة حمص، تصدت الدفاعات الجوية السورية لمعظمها، الأمر الذي أسفر عن سقوط 4 ضحايا من المدنيين بينهم طفل عمره أشهر وجرح 21 آخرين، وجاء هذا الاعتداء بعد يومين فقط من تصريح سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، الذي أكد فيه أن بلاده ترفض أي ضربات” إسرائيلية” على سورية، كما تزامن هذا الاعتداء مع انتهاء الاجتماع الثلاثي الذي عُقد بين أمريكا وروسيا والكيان الإسرائيلي في القدس المحتلة لمناقشة الوجود الإيراني في سورية، دون أن تخرج “إسرائيل” وأمريكا بأي نتيجة من هذا الاجتماع.
واعتبرت “رأي اليوم” اللندنية أن هذا الاعتداء يشكل إحراجاً لروسيا فجاء فيها:
“هذه الغارات ستشكل إحراجاً للحلفاء الروس لأنها جاءت بعد أقل من أسبوع من اجتماع ثلاثي لمستشاري الأمن القومي في كل من روسيا وأمريكا ودولة الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي في القدس المُحتلّة لبحث الوجود الإيراني على الأراضي السوريّة”.
وجاء في “القدس العربي“:
“قال مصدر عسكري تابع للقوات السورية إن وسائط الدفاع الجوي السورية تصدت لصواريخ معادية أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية من الأجواء اللبنانية باتجاه بعض مواقعنا العسكرية في حمص ومحيط دمشق، يأتي ذلك بعد أيام من اجتماع أمني عالي المستوى بين مسؤولين أمريكيين وروس وإسرائيليين، وفي تحدٍ واضحٍ لمنظومة أس 300 المضادة للصواريخ التي نشرتها روسيا في سورية أخيراً”.
ولفتت صحيفة “هآرتس” العبرية إلى أن القوات السورية لم تستخدم منظومة الدفاع الجوي “إس 300” الروسية فقالت:
“إن منظومة صواريخ “إس 300” التي أعلنت روسيا تسليمها للدولة السورية في أيلول الفائت لم تعمل خلال الغارات الإسرائيلية، وتجدر الإشارة إلى أن القوات السورية أطلقت وابلاً من صواريخ S-200 رداً على هذا الهجوم الجوي الأخير”.
مصادر عديدة وصفت هذا الاعتداء بأنه الأضخم منذ عام تقريباً، خاصة أن في هذا الاعتداء الضحايا كانوا من المدنيين، كما يأتي هذا الاعتداء بعد خيبات أمل عديدة عاشها كل من الكيان الإسرائيلي وأمريكا، حيث أكدت روسيا أنها لا تستطيع أن تفعل شيء بخصوص الوجود الإيراني في سورية، كما لم تتمكن أمريكا من إقناع روسيا بالعمل على الحد من العملية العسكرية في إدلب، لذلك ربما تكون الخيبات هذه قد تسببت بردة الفعل “الإسرائيلية” هذه دون التفكير بالرد المحتمل والمنتظر.