انتهت أمس الأحد جولة الانتخابات الرئاسية التركية بتقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على رئيس “حزب الشعب الجمهوري” كمال كليتشدار أوغلو، بنسبة بلغت نحو 5%، وتأجلت عملية حسم الانتخابات الرئاسية إلى 28 أيار الجاري.
ووفقاً لقناة “TRT” التركية فإنه بعد فرز الأصوات حصل أردوغان على 49.41% من الأصوات، بينما حصل أوغلو على 44.96%، من مجمل الأصوات، وذلك بعد يوم من المنافسة المحتدمة بين أوغلو وأردوغان، بسبب التقارب الملحوظ الذي شهدته نسب التصويت في مختلف الولايات التركية.
وأشار المسؤولون الأتراك إلى أن الجولة الأولى من الانتخابات انتهت من دون أي مشاكل، وقال في هذا الصدد، رئيس الهيئة العليا للانتخابات التركية أحمد ينار: “إن عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية اكتملت بعموم البلاد من دون مشكلات”، وفقاً لما نقلته “TRT”.
بدوره قال أردوغان: “بغض النظر عن الأرقام فإن الفائز في هذه الانتخابات هو بلدنا وشعبنا، وقد عشنا انتخابات لا مثيل لها في العالم من حيث نسبة المشاركة التي تعد واحدة من الأعلى في تاريخ بلادنا”، وفقاً لما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
نتائج مخالفة لنتائج لاستطلاعات الرأي التي أُجريت:
تصوّر نتائج الانتخابات التركية أمس خلاف ما أشارت إليه استطلاعات الرأي التي أُجريت في البلاد والتي أظهرت تقدّم أوغلو على أردوغان، بما يقارب 6% وفقاً لموقع TVP World التركي.
على حين أكدت التقديرات حينها أن هذه الاستطلاعات لم تُبعد عن أردوغان، احتمال الفوز، نتيجة اعتماده أتراك الخارج والسوريين المجنسين تركياً، وفي هذا الصدد لفتت قناة “الغد” الإخبارية إلى أن هذه الاستطلاعات لا تشمل أصوات 1.7 مليون تركي يقيمون في الخارج، ممن يصوتون عموماً لأردوغان، وكذلك أفادت قناة “الشرق سوريا” بأن هناك عدداً من السوريين الذين تمكنوا من التصويت في الانتخابات وقدّموا أصواتهم لأردوغان، كما أكد الباحث السياسي التركي، إنسي أويكو، أنه “بينما يتوقع تراجع التصويت لمصلحة حزب العدالة والتنمية في تركيا، على الأغلب ما تكون أصوات الجالية في الخارج لمصلحة حزب العدالة والتنمية الذي يتمتع بدعم كبير من المساجد التابعة لوزارة الشؤون الدينية التركية”.
أوغلو يشكك بالنتائج
بعد فوزه في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، خرج أردوغان أمام حشود من الأتراك وقال: “أنا أؤمن من أعماق قلبي في أننا سنواصل خدمة شعبنا في السنوات الخمس المقبلة”، مضيفاً “نتقدم بالفعل على أقرب منافسينا بما يصل إلى 2.6 مليون صوت، نتوقع زيادة هذا الرقم مع إعلان النتائج الرسمية”.
بينما أشار كمال كليتشدار أوغلو، أنه سيفوز على إردوغان إذا أجريت جولة إعادة، واتهم حزب إردوغان بالتدخل في عدد الأصوات وإعلان النتائج، وفقاً لما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
لماذا تم تأجيل حسم الانتخابات إلى جولة ثانية؟
ليتم حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية يجب أن يحصل المرشح الرئاسي على الأغلبية المطلقة من الأصوات الصحيحة ليتم انتخابه، وهذا يعني 50%+1 على الأقل من عدد الناخبين، وفي حال لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة في الجولة الأولى، تُقام جولة ثانية بعد 15 يوماً، بين المرشحَين الذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات، ولم يحصل المرشحين على نسبة الـ50% نتيجة حصول المرشّح سنان أوغان على نسبة 5.20%.
وتجري جولة ثانية، وفق التقويم الذي حدده “المجلس الأعلى للانتخابات”، في خطوات ومعايير وهي: في حالة عدم مشاركة أحد المرشحين الذين يحق لهم المشاركة في الاقتراع الثاني في الانتخابات لأي سبب من الأسباب، يتم استبدالهم.
وفي 20 من أيار الجاري، يبدأ التصويت في بوابات الجمارك الحدودية لينتهي التصويت خارج تركيا بعد أربعة أيام.
وفي 24 من أيار، تبدأ خطابات الدعاية الإذاعية والتلفزيونية للمرشحين وتنتهي عند الساعة 18:00 في 27 من الشهر نفسه، كما حدد “المجلس الأعلى للانتخابات” تاريخ 28 من أيار يوماً للاقتراع داخل تركيا، وإعلان النتائج المؤقتة في 29 من الشهر ذاته، وفي 1 من حزيران، تعلن النتيجة النهائية رسمياً في وسائل الإعلام التركية الرسمية.
أكثر من مجرد انتخابات رئاسية لدولة
أشارت وكالة “رويترز” إلى أن هذه الانتخابات الرئاسية لن تقرر من سيقود تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي يصل عدد سكانها إلى 85 مليون نسمة فقط، وإنما ستحدد أيضاً إن كانت ستتجه نحو مسار أكثر علمانية وديمقراطية وكيفية تعاملها مع أزمة غلاء محتدمة، فضلاً عن التعامل مع علاقاتها المهمة مع روسيا والشرق الأوسط والغرب.