خاص || أثر برس قُتل 4 من مسلحي الفصائل التابعة لتركيا، وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، جراء اشتباكات داخلية اندلعت ليلة أمس الأربعاء بين فصيلين مسلحين، في منطقة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي.
وفي التفاصيل التي أوردتها مصادر “أثر”، فإن الاشتباكات جاءت بعد خلاف نشب بين مسلحين من فصيلي “فرقة الحمزة” و”الجبهة الشامية”، حول تقاسم عائدات طرق التهريب، ليتطور الخلاف بعد ذلك إلى حد الاشتباك المباشر بين الجانبين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وتركزت الاشتباكات بين “الحمزة” و”الشامية” في قرية “التفريعة” بريف الباب، قبل أن تتسع رقعتها بعد ذلك وتصل إلى قرية “السكرية”، حيث استخدم الجانبين مختلف أنواع الأسلحة بالتزامن مع عمليات قصف متبادلة بقذائف الهاون.
وأسفرت الاشتباكات، بحسب المصادر، عن مقتل 4 من مسلحي كلا الطرفين، فيما أصيب ما لا يقل عن 10 آخرين، كما تسببت الاشتباكات وعمليات القصف المتبادل بأضرار مادية لحقت بمنازل القاطنين في القريتين.
وفي ظل دموية الصراع وشدة الاشتباكات، سارعت تركيا إلى إرسال أعداد ضخمة من مسلحي فصيل “الشرطة العسكرية” المدربين تركياً، والذين وصلوا تباعاً إلى القريتين مصطحبين معهم آليات حربية ثقيلة، قبل أن يفرضوا طوقاً أمنياً كاملاً حول القريتين.
وتمكن مسلحو “الشرطة العسكرية” بعد سلسلة من التهديد والوعيد التي أطلقوها، من وقف الاشتباكات بين الطرفين، وإجبارهما على الانسحاب من “التفريعة” و”السكرية”، تمهيداً لعقد مصالحة جديدة بينهما.
ورغم توقف الاشتباكات، إلا أن الأجواء المشحونة استمرت خلال ساعات صباح اليوم، في ظل إصرار كلا طرفي الصراع، على الأخذ بثأر القتلى، أو دفع الدية دون قيد أو شرط، قبل الحديث في أي مصالحة.
وتشهد مناطق سيطرة المسلحين الموالين لتركيا في شمال حلب، صراعات داخلية عنيفة مستمرة فيما بين مسلحي الفصائل، على اختلاف مسمياتها، لأسباب تتركز غالبيتها حول تقاسم المسروقات التي يتم نهبها من منازل المدنيين القاطنين ضمن مناطق النفوذ التركي، أو تقاسم عائدات التهريب التي يجنيها قادة الفصائل من خلال طرق التهريب والمعابر غير الشرعية، سواء منها التي تربط مناطق سيطرتهم بمناطق سيطرة “قسد”، أو المعابر الحدودية مع تركيا.
زاهر طحان – حلب