خاص|| أثر برس ارتفعت أجور صيانة السيارات وقطع تبديلها بشكل لافت، فبعد أن كان صاحب السيارة يلجأ لصيانتها وفحصها أسبوعياً؛ بات اليوم لا يتأكد من سلامتها إلا بعد أن يصدر عنها خلل فني، بحسب ما ذكره العديد من السوريين.
يبين أيهم (موظف) لـ “أثر” أنه اضطر لبيع سيارته لأنها كلّفته مبالغ باهظة عدا عن ذلك فإن سعر الوقود حكاية أخرى؛ لذلك وجد في بيعها الحل الوحيد؛ مشيراً إلى أنه باعها بـ 100 مليون بعد أن كلفته أجرة إصلاحها 20 مليون ما بين (تنزيل محرك وروداج وبوليش وغير ذلك).
ويضيف صديقه أبو محمد: “لا أتنقل بسيارتي إلا للضرورة القصوى، فالبنزين سعره مرتفع والتصليح بات مكلف جداً وليس بإمكاني تحمل مصاريف ذلك”، ليتابع أبو نبيل: “الحمدلله لا أملك سيارة فعدا عن سعرها المرتفع كلفة التصليح لا تناسبني ولدي مصاريف أهم”.
وفي جولة لمراسلة “أثر” على بعض محال صيانة السيارات وإصلاحها في دمشق، قال أبو رضوان (ميكانيكي): “صيانة السيارات وإصلاحها باتت أمر مرهق لمالكيها فتبديل أربعة دواليب كان سابقاً يكلف مليون ليرة؛ أما اليوم سعر الدولاب الواحد يبدأ من 600 ألف ل.س للحجم الصغير (بحسب نوع السيارة)، ويرتفع كلما كان حجم الدولاب أكبر أي يصل سعر الدولاب الكبير لحوالي 3 مليون”.
وأضاف أبو رضوان لـ “أثر”: “معظم الزبائن عندما يرغبون بتغيير الدواليب يطلبون المستعمل لأن سعره أرخص وبالتالي هم مضطرون لتغييره بعد عام لأن عمر الدولاب ينقص مع كثرة الاستعمال”؛ متابعاً: “قبل أيام قليلة قمت بتغيير دولابين مستعملين لأحد الزبائن بسعر 700 ألف للدولابين معاً وبهذا يكون قد وفر على نفسه مبالغ كبيرة”.
بدوره أبو بلال (كومجي) قال لـ”أثر”: “من أساسيات صيانة السيارة التأكد من الزيت والماء والبطارية وأمور أخرى، لكن اليوم تبديل الزيت يكلف 200 ألف فسعر علبة الزيت بات يبدأ من 150 ألف بحسب النوع إضافة لأجرة اليد؛ أما البطاريات فيبدأ سعرها من 800 ألف للمستعملة وحوالي مليون ونصف للجديدة وكذلك يُحدد سعرها بحسب نوع السيارة فمثلاً بطارية استطاعة 55 أمبير سعرها مليوني ليرة بحسب نوعها (سائلة أو جافة أو مغلقة.. إلخ).
أيضاً، عباس (صاحب ورشة لإصلاح السيارات) قال لـ”أثر”: “اليوم سعر ضوء السيارة يبدأ من 200 ألف وأي عطل في السيارة بات يكلف صاحبها الاستدانة أو سحب قرض لذلك من الضروري الحذر والانتباه أثناء القيادة”.
غسيل السيارات:
أوضح بشير (صاحب مغسل سيارات في دمشق) أن أجرة غسيل السيارات ارتفعت إلى حوالي 50 ألف بعد أن كانت 15 ألف، متابعاً: “السبب بذلك هو ارتفاع أسعار مواد التنظيف فالمواد الداخلة في تنظيف السيارات أغلى ثمناً من مواد التنظيف العادية لأنها تدخل في تنظيف الفرش؛ أضف إليها تنظيف (الأرضيات والجلديات) وداخل السيارة، وبالتالي هذا المبلغ يعتبر زهيد مقابل المواد وأجرة العامل والمياه التي تصرف “.
وفي السياق، أوضح نائب رئيس الجمعية الحرفية لصناعة السيارات محمد سالم زرقاوي لـ”أثر” أن قطع تبديل السيارات الموجودة في الأسواق متنوعة فهناك (الصيني والكوري والتايلاندي..)، متابعاً: “كل شخص يشتري القطع التي تناسب سيارته، وأسعارها متراوحة تبعاً لسعر الصرف فمعظم القطع بالكاد تتواجد”.
وأضاف زرقاوي: “أسعار القطع حالياً تعتبر ثابتة لم يطرأ عليها سوى ارتفاع بسيط لكن ما يلاحظه الزبون هو ارتفاع أجرة الصيانة والإصلاحات”.
وفي وقت سابق، أكد أبو حسن “صاحب محل لتصليح السيارات” في دمشق لـ”أثر” أن أغلب الأعطال في السيارات التي يأتي أصحابها لإصلاحها، هي بسبب عطل في طرنبة البنزين نتيجة وجود أوساخ في البنزين وخلطه بمواد أخرى، مبيناً أن الطرنبة كانت تبقى حوالي السنتين دون أن يتم تغييرها لكن اليوم يتم استبدالها كل شهرين تقريباً، موضحاً أن أسعارها تختلف من سيارة لأخرى.
جدير بالذكر أيضاً، أن أسعار السيارات سجلت أرقام كبيرة جداً تسببت باستياء كثيرين وخاصة الراغبين بشراء سيارة لكونها لم تعد من الرفاهيات في ظل أزمات النقل والمواصلات المتكررة.
وفي أيلول الفائت، رصد مراسل “أثر” أسعار السيارات المستعملة في عدد من مكاتب السيارات بدمشق بدءاً من شارع بغداد، وفي شوارع منطقة الأزبكية، وصولاً لأوتوستراد المزة، إذ أكد أصحاب المكاتب أن الأسعار تختلف بحسب تاريخ الصنع، وما يطلق عليه بالسوق “نظافة السيارة” أي المسافة المقطوعة، ووجود قطع مبدلة أو لا، تعرض السيارة لحادث سيارة أو للقص، وغيرها من الأمور الأخرى.
وبشكل وسطي فإن الأسعار كانت لأكثر السيارات طلباً كالتالي: شيري تبدأ من 75 مليون ليرة، BYD تبدأ من 150 لـ 200 مليون ليرة بحسب النوع وسنة التصنيع، شام تبدأ من 120 لـ 150 مليون ليرة، هوندا فيرنا تتراوح بين 175 لـ 225 مليون، كيا ريو (2011) تبدأ من 200 لـ 250 – 260 مليون، كيا سيراتو تبدأ من 300 مليون، سيراتو فورتي تتراوح بين 350 – 400 مليون ليرة، بيجو (206) بين 200 – 250 مليون ليرة.
أما المرسيدس فتبدأ أسعارها من 500 مليون “لأن الأنواع القديمة لا زالت مطلوبة”، والـBmw بدءاً من 450 مليون وصولاً لـ 4 مليار “سيارات الجيل السابع”، أما الأودي موديل 2010 فبلغ سعرها مليار و300 مليون ليرة سورية، والأودي موديل 2014 سجلت سعراً قدره مليار و600.
يذكر أيضاً، أن حركة بيع السيارات معدومة بحسب ما أكده أصحاب المكاتب المخصصة لبيع السيارات وتأجيرها لـ “أثر” في أيلول الفائت، مرجحين الأسباب لـ”ارتفاع الأسعار بشكل كبير جداً مقارنة بالدول المجاورة، ولارتفاع أسعار البنزين وتكاليف التصليح إضافة لوجود قطع غيار شبه مفقودة من السوق ويتحكم بالأسعار صعود الدولار وهبوطه كون القطع جميعها مستوردة”.
دينا عبد