أثر برس

“باخرة توريدات على الطريق”.. مصادر في وزارتي “الكهرباء والنفط” توضح لـ “أثر” أسباب سوء التغذية الكهربائية في سوريا

by Athr Press G

خاص|| أثر برس تراجع مستوى التغذية الكهربائية في سوريا منذ أيام بالتزامن مع الانخفاض الواضح في درجات الحرارة، إذ ارتفع عدد ساعات التقنين في جميع المحافظات بما فيها العاصمة دمشق التي كانت خلال الفترة الماضية أفضل من غيرها، وذلك لزيادة الأحمال التي لم تسبق أنّ حصلت في الأشهر القليلة الماضية مقابل انخفاض مستوى التوريدات من الخارج، وخروج معمل غاز الجبسة عن الخدمة منذ أيام، وفق مصادر مطلعة في وزارتي الكهرباء والنفط.

تراجع في ساعات التغذية:

روت عائشة (25 عاماً) التي تقطن في حي الزاهرة القديمة بدمشق، أنّ وضع الكهرباء في الأيام القليلة الماضية ازداد سوءاً، إذ زيدت ساعات التقنين زيادة كبيرة ولم تصلهم الكهرباء على مدار اليوم سوى ساعتين إلى الثلاثة فقط لا أكثر. على حين تحدث (لؤي 33 عاماً) من منطقة ببيلا بريف دمشق أنّ الوضع الكهربائي لديهم سيء قبل انخفاض درجات الحرارة، متوقعاً في المدة القادمة انقطاع الكهرباء عنهم جذرياً.

في حي الأمين وسط العاصمة دمشق، تحدث عدد من المواطنين عن انخفاض واضح أيضاً في ساعات التغذية الكهربائية في الأيام الثلاثة الماضية، إذ وصلت ساعات القطع إلى 8 ساعات مقابل ساعة وصل، على حين روى سكان حي ركن الدين ما يطابق حديث سكان حيي الزاهرة والأمين.

وقال (محمود 44 عاماً) من منطقة المزة إنّه في الأيام القليلة الماضية، ارتفع عدد ساعات التقنين إلى 7 ساعات قطع مقابل ساعة ونصف وصل، على حين ما تزال بعض الأحياء الراقية في العاصمة وفق نظام التقنين المعروف مسبقاً، ساعتي وصل مقابل 4 ساعات قطع.

النفط: خروج معمل الجبسة وتأخر التوريدات

أكّدت مصادر بوزارة النفط لـ”أثر” أنّ تأخر التوريدات من الخارج بالتأكيد سيكون له تأثير في الكهرباء، وهنا أوضحت المصادر أنّ التوريدات التي يفترض أن تصل في الآونة الماضية تأخرت قرابة الشهر نتيجة الظروف الطبيعية في البحار والتي تعيق تحميل النواقل من الدول التي يتم الاستيراد منها، أي إيران، مشيرة إلى أنّه تم تحميل باخرة من البواخر التي يتم توريدها وفق الخط الائتماني وستصل في غضون أيام، وهذا يمكن أنّ يكون له تأثر في وضع الطاقة في سوريا على العموم.

وأردفت المصادر: “إنّ انخفاض توريدات الغاز أيضاً ترتبط بعوامل داخلية منها خروج معمل غاز الجبسة عن العمل منذ قرابة 20 يوماً، وهذا أدى إلى خروج قرابة 1.4 مليون متر مكعب من احتياجات السوق المحلية للطاقة”.

الكهرباء: زيادة الأحمال ونقص الغاز

على خط موازٍ، أرجعت مصادر في وزارة الكهرباء لـ “أثر” سبب تراجع التغذية الكهربائية في المدة الحالية إلى زيادة الأحمال على شبكات الكهرباء بنسب عالية وصلت إلى 35–40% تقريباً، وذلك لانخفاض درجات الحرارة وزيادة اعتماد المواطنين الكهرباء على التدفئة سواء بوساطة السخانات أو تشغيل المكيفات، وكذلك استخدام الطباخات الكهربائية لانخفاض توريدات الغاز المنزلي أيضاً وغيرها.

كما أردفت المصادر: “إضافة إلى ذلك، أثّر انخفاض التوريدات النفطية من الخارج في المدة الماضية وكذلك انخفاض توريدات الغاز الواردة من وزارة النفط في واقع التغذية الكهربائية”.

وما تزال سوريا تعاني منذ سنوات تراجعاً حاداً في التغذية الكهربائية لخروج عدد من الآبار النفطية من الخدمة، وهذا أثّر تأثيراً مباشراً في إنتاجية محطات التوليد، بالإضافة إلى تعرُّض القطاع الكهربائي نتيجة الحرب إلى خسائر كبيرة، إذ كان الإنتاج قبل الحرب قرابة (9500 ميغا واط) ويُصدّر منه ما يزيد على 1000 ميغا واط إلى الخارج، لكن بسبب الحرب انخفض الإنتاج تدريجياً في عام 2021 إلى 2500 ميغا واط، وثم انخفض في بداية عام 2022 إلى 2000 ميغا واط، ثم انخفض في أيار من عام 2022 إلى (1500 ميغا واط) لنقص التوريدات.

قصي المحمد

اقرأ أيضاً