قد تبدو بعض الأحداث السياسية التي تشهدها الساحة السورية منفصلة عن بعضها البعض، فيما يشير محللون إلى أن تزامن التقارب الأردني مع سوريا وتسوية الجنوب، مع اللقاء الروسي-التركي لحل ملف إدلب بشكل أساسي لم يأتِ مصادفة، متحدثين عن ارتباط هذه الملفات مع بعضها البعض.
حيث نشر موقع “المونيتور” الأمريكي، تقريراً جاء فيه:
“يُنظر إلى إعادة فتح الأردن لحدودها المغلقة مع جارتها أنها أحدث مؤشر على إعادة الترحيب بالرئيس الأسد، وبالفعل قدمت الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ومصر مبادرات إلى دمشق كما يُقال إن المملكة العربية السعودية تشارك في محادثات غير رسمية مع الدولة السورية أيضاً، ومع ذلك فإن أكبر تغيير في اللعبة سيكون منعطفًا مماثلاً من جانب تركيا التي تشترك في حدود طولها 911 كيلومتراً مع سوريا، وتحتل أجزاء كبيرة من أراضيها والمرشد الأول للمجموعات المسلحة.. إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في خضم إصلاح العلاقات مع دولته الإقليمية، مصر والإمارات، هل ستفعل الشيء نفسه مع الأسد؟ يُطرح السؤال بوتيرة متزايدة في عروض الجدل السياسي في أوقات الذروة، حيث قال السياسي القومي المخضرم شفيق سيركين، إن رجب طيب أردوغان سيفعل أي شيء، طالما أنه يعمل على الحفاظ على سلطته، وقال أستاذ العلوم السياسية وخبير استطلاعات الرأي في جامعة كوج بإسطنبول: تعتقد الأغلبية أن الجلوس مع الرئيس الأسد هو المفتاح لحل المشكلة”.
وفي صحيفة “الأخبار” اللبنانية جاء:
“أمام الغموض الذي يحيط بالاتفاق الروسي-التركي، ومع استمرار التحرّكات العسكرية، يبدو أن الأرض أصبحت ممهّدة لاصطدام عسكري جديد، ما لم تجد أنقرة مخرجاً عن طريق سحب الفصائل المسلّحة من الجيب الذي تسيطر عليه في جبل الزاوية، خصوصاً أن دمشق تتمسّك بمبدأ سيطرتها الكاملة على الطريق، وعينها على استعادة ما هو أبعد منه”.
كما عمدت صحيفة “الإندبندنت عربية” إلى إجراء تقارب بين الشمال والجنوب السوري، حيث نشرت:
“ترتيبات الجنوب السوري قد يطرح مثيلها في الشمال، فما ينسب من خريطة طريق اقترحها العاهل الأردني على أميركا وروسيا والقوى الدولية يلحظ “المصالح المشروعة” لروسيا في سوريا، ويؤكد انسحاب القوى الأجنبية الأخرى”.
في المحصلة وأمام آراء المحللين هذه سوريا اليوم تواجه واقعاً سياسياً وميدانياً جديداً، وهذا الواقع بلا شك أنه يحمل الكثير من الخلفيات والتبعات، قد يدفع بعضها دمشق إلى التعامل مع هذا الواقع بحذر شديد.