عاد الحديث عن إعادة تحريك مسار التقارب التركي – السوري، بعد أن جمّده الزلزال الذي ضرب البلدين في 6 شباط الجاري، على خلاف الخرق الذي شهدته منصة تطبيع العلاقات العربية مع دمشق، مثلما فعلت القاهرة والرياض وعمّان في كسر الجمود السياسي، وإن كان من باب الكارثة الإنسانية التي ألمت بالسوريين.
لم تتوصل دمشق وأنقرة إلى حلول نهائية بشأن خلافاتهما العالقة منذ 12 عاماً قبل وقوع الزلزال الكارثة، توصلاً يسمح بانتقال مباحثاتهما من المستوى الأمني إلى السياسي، وسط انتشار تسريبات صحافية أفادت حينها بقرب عقد اجتماع يضم وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا في موسكو في منتصف الشهر الجاري، وتصريحات أخرى أعلن فيها المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إمكانية عقد لقاء جديد بين وزيري دفاع البلدين.
وفي هذا الصدد، أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن ثقتها بأنه في المستقبل القريب سيتم استئناف العلاقات السياسية بين تركيا وسوريا، بعد توتر العلاقات بينهما منذ سنوات.
وصرّح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن “الاتصالات والمشاورات الدبلوماسية بين كبار دبلوماسيي إيران وروسيا وسوريا وتركيا تتواصل بشأن اللقاءات الدورية بين الدول الأربع تواصلاً جدياً”، وفقاً لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وأضاف، أنّ “ طهران شجعت على عقد لقاءات مشتركة بين كبار المسؤولين في سوريا وتركيا، و(نحن) متفائلون بأننا في المستقبل القريب سنشهد لقاءً مشتركاً بين البلدين واستئناف العلاقات السياسية بين أنقرة ودمشق قريباً”.
وأكد كنعاني أن “المفاوضات والمشاورات مستمرة حتى الوصول إلى اتفاق مشترك بشأن وقت ومستوى عقد الاجتماع الرباعي بين سوريا وتركيا وإيران وروسيا”، لافتاً إلى أنه “بعد حصول الاستقرار السياسي في دمشق، (شهدنا) ديناميكية جديدة وتسارعاً في استئناف العلاقات السياسية بين دول عربية من المنطقة ومن خارج المنطقة مع الحكومة السورية”.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف، قد صرّح للمرة الأولى عن التقارب التركي – السوري، بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، قائلاً: إنّ “الخلافات بين دمشق وأنقرة يمكن تجاوزها، وسنواصل مساعدة الطرفين في إيجاد حلول مقبولة لهما لتطبيع العلاقات بين الدولتين واستعادة علاقات حسن الجوار التقليدية السورية- التركية “، وفقاً لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وفيما يتعلق بإمكانية عودة العلاقات التركية- السورية، قال بوغدانوف: “هذا أحد أهداف عملية التفاوض النهائية لتطبيع العلاقات السورية- التركية، ويجب أن تكون استعادة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وأنقرة، واستئناف عمل البعثات الدبلوماسية في كلا البلدين، من نتائج الجهود المشتركة في هذا الاتجاه”.
وأضاف: “لا نربط العملية الانتخابية في تركيا بتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، فتوجه البلدين نحو التقارب والعودة إلى علاقات حسن الجوار والتعاون، ليس مصلحة ظرفية بل مصلحة طويلة الأمد لكل من سوريا وتركيا”.
وكانت روسيا قد استضافت في كانون الأول الماضي، لقاءً ضمّ وزراء الدفاع الروسي والتركي والسوري، حيث جرت جلسة مباحثات نوقشت فيها سبل حل الأزمة السورية والجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب.
وكان هذا أول لقاء رسمي يعقد على مستوى وزاري بين تركيا وسوريا منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011.
وكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 15 ديسمبر الماضي، أنه اقترح على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عقد لقاء ثلاثي، يجمعهما مع الرئيس بشار الأسد.
أثر برس