خاص || أثر برس أكد عدد من سكان ريف دمشق انقطاع مادة الثوم البلدي من الأسواق رغم أنه في الموسم، وارتفاع سعره إن وجد إلى 25 ألف ليرة، لينافس الثوم المعروف بـ “الصيني” والذي يتراوح سعره بين 6 – 10 آلاف ل.س والمتوفر الأسواق بشكل كبير، مما أدى إلى احتكاره نوعاً ما والاعتماد على حصوله عن طريق “التواصي” فقط لعدم توفره في المحلات بشكل طبيعي.
“أم مازن” من سكان منطقة “جبل الشيخ” تقول لـ”أثر” إنها استطاعت أن تخزن كمية كبيرة من الثـوم البلدي قبل ارتفاع سعره بشكل كبير حيث كان سعره قبل شهر فقط لا يتجاوز 5000 ل.س، مضيفة: “الثـوم البلدي لا يمكن تعويضه بالصيني لاختلاف الطعمة”.
من جهتها، “ميساء” من سكان صحنايا بريف دمشق أكدت لـ”أثر” أنها لم تخزن كميات من الثوم في أول موسمه بل اختارت أن تنتظر بعض الوقت لتتفاجأ بارتفاع سعره إلى ما يعادل ثلاثة أضعاف، مضيفة: “اشتريت كيلو من الثوم الصيني لعدم توفر البلدي ولكن شتان الفرق بين النوعين”.
وشاطرتها الرأي السيدة “عفراء” التي أعربت عن استيائها من عدم حصولها على الثوم البلدي على الرغم من استعدادها لدفع 25 ألف ثمن الكيلو، فاضطرت لشراء الصيني، مضيفة: “جميع الطبخات التي صنعتها فيه تغيرت طعمتها.. سأحاول الحصول على كمية من البلدي بأي طريقة لتخزينه لفصل الشتاء، لأنه مادة أساسية ولا يمكن الاستغناء عنه”.
وعلى الرغم من توفر الثوم “الصيني” إلا أن سعره دخل السباق مع الثـوم “البلدي” لكن سوقه لا يسير بشكل إيجابي لاختلاف نوعيته ومذاقه وحجمه، حيث تقارب حبة ثوم واحدة منه بحجم “قرن كامل” من الثوم البلدي، لذلك يفضل الكثير من الأهالي السوريين اقتناء البلدي وتخزينه لفصل الشتاء، أما عن الصيني فيعتبر “تمشاية حال”.
بدورهم، أكد عدد من أصحاب المحلات وموزعي الخضار لـ”أثر” قلة توافر مادة الثـوم نظراً لارتفاع سعرها بشكل كبير، فلا يخاطر أحد بشراء كميات منه دون بيعها بأسعار مقبولة وتحقيق ربح مجدي، أو يشترون كميات بطريقة “التواصي” أي يقومون بطلب كمية محدودة من أصحاب المزارع والأراضي بالاتفاق على سعره والحصول على موافقة الزبون ليتم تأمينه وتوفره.
بينما يقول العم “أبو عبادة” وهو صاحب إحدى الأراضي الزراعية في منطقة “جبل الشيخ” لـ”أثر” إنه يبيع كيلو الثوم البلدي بين 15 – 25 ألف بحسب حجم الحبة منه، فمن الطبيعي أن يكون هناك فارق بين الأفرع الجيدة والكبيرة والأفرع الصغيرة، عازياً ارتفاع سعر كيلو الثوم يعود لعدم توفره في جميع القرى والمزارع بالإضافة لزيادة الطلب عليه في موسمه، مؤكدً أن الزبون لا يستطيع الاكتفاء بالثوم الصيني وأن عودته إلى البلدي حتمية.
وفي السياق ذاته أفاد رئيس لجنة سوق الهال موفق فياض لـ”أثر” بأن ارتفاع سعر كيلو الثـوم يعود لعدة عوامل أهمها أجور النقل، وكميات البضاعة المتواجدة خلال موسم زراعته حيث تعد قليلة نوعاً ما على حسب السنوات السابقة وبالتالي عند وفرة الكمية يقل سعرها وعند قلتها يزداد سعرها لأن السوق عرض وطلب.
وأكد فياض على توفر الثوم في الأسواق كافة سواء أخضر بلدي أم يابس، ولكن تتكرر حالة غيابه بسبب حاجة الزبائن له وزيادة الطلب عليه.
أما عن الثوم “الصيني” فشرح فياض أنه من بذور صينية ولكن مزروع في الأراضي السورية أي زراعة محلية وليس مستورد، ويعتبر أقل سعراً من الثـوم البلدي، موضحاً ان سعر كيلو الثوم البلدي بين 10 -15 ألف والأنواع الجيدة جداً قد تصل إلى 20 ألف فقط ولا تتجاوز ذلك.
ولاء سبع – ريف دمشق