أكد مندوب سورية الدائم لدى مجلس الأمن بشار الجعفري، أن بعض الحكومات الغربية ترفض الإقرار بالحقيقة بأن سورية أوفت بجميع التزاماتها الناشئة عن انضمامها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ودمرت كامل مخزونها منذ العام 2014 مشيراً إلى أن هذه الحكومات تمعن في مواقفها العدائية ضد سورية.
وأشار الجعفري، خلال جلسة عقدها المجلس أمس الاثنين، إلى أن ممثلي بعض الحكومات الغربية صموا آذانهم عن الحقائق العلمية التي لا تقبل التشكيك، ويرفضون الإقرار بالحقيقة الراسخة التي أكدتها رئيسة البعثة المشتركة للتخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية سيغريد كاغ حين قدمت تقريرها النهائي أمام مجلس الأمن في حزيران 2014 وأكدت فيه أن سورية التزمت وأوفت بجميع تعهداتها بما أفضى إلى تدمير كامل مخزونها الكيميائي على متن سفينة أمريكية وغيرها وهو الأمر الذي أكدته أيضاً منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأنه تم تدمير جميع مرافق الإنتاج الـ 27 وبالتالي فإن سورية التزمت بتعهداتها نصاً وروحاً ولم تعد تمتلك أي أسلحة كيميائية وهذه هي الحقيقة الثابتة التي ينبغي الاستناد لها.
وجدد الجعفري مطالبة سورية الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإعلاء الصوت ضد تسييس مهمة المنظمة والعمل على معالجة ما شاب عملها من تسييس وعيوب جسيمة من شأنها تقويض مكانة ومصداقية المنظمة ومطالبتها أيضاً المدير العام للمنظمة بمعالجة المخالفات القائمة والسعي لتصويب الخلل بدلاً من الرضوخ للضغوط الغربية وتنفيذ أجندات حكومات ترغب بالإبقاء على ما يسمى “ملف الكيميائي” كورقة ضغط على سورية وحلفائها.
ونوه الجعفري بمبادرة وفدي روسيا والصين عقد اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن في الثامن والعشرين من الشهر الماضي وفق صيغة “اريا فورمولا” حول ملف الكيميائي في سورية موضحاً أن الاجتماع مثل فرصة مهمة للاستماع إلى شهادات وإحاطات خبراء مختصين في المجالات ذات الصلة ومنهم ايان هندرسون أحد أكثر مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية خبرة حيث عمل في المنظمة لأكثر من اثني عشر عاماً وكان قائد الفريق الذي شارك في التحقيق في حادثة دوما وزار سورية ضمن بعثات منظمة الحظر مرات كثيرة وتم طرده من المنظمة بسبب كشفه التلاعب في التحقيقات حول مزاعم استخدام الكيميائي في سورية.
وبين الجعفري أن الإحاطات والمعلومات العلمية الموثقة والبالغة الأهمية التي أدلى بها هؤلاء الخبراء أثبتت مدى التسييس البالغ الذي فرضته بعض الحكومات الغربية على عمل منظمة الحظر بهدف فبركة الاتهامات وتبرير العدوان على سورية.
ويأتي حديث الجعفري، بعد تقرير نشرته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدت فيه أنها عجزت عن تحديد ما إذا كانت عناصر سامة محظورة استخدمت في هجمات على بلدتين سوريتين عامي 2016 و2018 أصيب فيها عشرات الأشخاص.