أشار مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، إلى وجود ربط بين الوضع في الجولان السوري المحتل وفي أراضي شرق الفرات السورية، لافتاً إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية” تطالب دمشق بالاعتراف بـ”الإدارة الذاتية” قبل الشروع في مفاوضات، أي إنهم يريدون مع حلفائهم الأميركيين فرض سياسة “الأمر الواقع”، والبيان الأمريكي بخصوص الجولان تحدث أيضاً عن “الأمر الواقع”.
وأكد الجعفري خلال تصريح قدمه لصحيفة “الوطن” السورية أنه في السياسة يوجد شيء اسمه “الأمر الواقع” أي الاعتراف بواقع مزيف وليس بالحق أو القانون، مشيراً إلى أن هذا ما تسعى الولايات المتحدة و”قسد” لفرضه في المناطق السورية.
كما التقى الجعفري في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، وطب منه إصدار موقف رسمي لا لبس فيه، يؤكد من خلاله على الموقف الراسخ للمنظمة الأممية تجاه قضية الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري، ونقلت “الوطن” عن الجفري قوله عقب هذا اللقاء: “إن غوتيريس أكد أنه هو من وجه الناطق باسمه بإصدار البيان الأممي بخصوص الجولان يوم الجمعة الفائت، كما وجه الأمين العام وبحضور الجعفري بإصدار بيان ثانٍ باسم الأمين العام للأمم المتحدة، على أن يتم إصداره اليوم”.
وأضاف الجعفري أن “مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر ميؤوس من دوره بحكم كون رئاسته فرنسية، وفرنسا تشارك الأمريكيين عدوانهم العسكري والسياسي والإنساني على سورية وكانت طرفاً في العدوان الثلاثي على سورية في 14 نيسان 2018”.
وأكد مندوب سورية الدائم أن الدولة السورية امتنعت عن تقديم شكوى في مجلس الأمن، لعدم وجود جدوى منها، حيث قال: “آثرنا أن لا نقدم شكوى في مجلس الأمن حتى لا تعقد جلسة ويحرفوا الموضوع عن اتجاهه ويضعفوا مرجعية القرار 497 لعام 1981″.
وأفاد الجعفري بأن الاعتراف الأمريكي بـ”السيادة الإسرائيلية” على الجولان المحتل سيتم، فقال: “نعم سيقومون بذلك، لكنه قيمة قرار أميركي كهذا تساوي صفر”.
وفي الوقت ذاته اعتبر الجعفري أن ما قاله ترامب ألغى دور واشنطن كوسيط للسلام، إذ قال: “لا أثر قانونياً للاعتراف الأمريكي، لكنه تصعيد خطير فهو أنهى دور الأمريكيين كوسيط سلام ولم يعد هناك ما يسمى وسيط أمريكي نهائياً، وما خرج عنهم هو إعلان حرب كونهم يسقطون الإجماع الدولي القانوني على مفهوم سيادة الدول”، وأردف: “الهاجس يكمن في أن تشجع واشنطن أتباعها الصغار على الذهاب في الموقف نفسه من الجولان السوري المحتل وتضغط عليهم سياسياً في عملية التصويت على مشاريع قرارات الجولان في المحافل الدولية، وعلى الرغم من أي تغيير إن حصل لن يؤثر على النتيجة النهائية المؤيدة لسورية الجولان”.
ولفت الجعفري إلى التوقيت الذي اختاره ترامب للإعلان عن هذا القرار، مشدداً على أنه يأتي نظراً للمشاكل الكثيرة التي يواجهها ترامب في الداخل الأمريكي، الأمر الذي يجعله بحاجة لمساندة كاملة من اللوبي اليهودي المالي والإعلامي، علاوة على أن ترامب يدغدغ مشاعر الملايين من مؤيديه المتطرفين في صفوف الإنجيليين ممن يعتقدون بأن تلبية مطالب إسرائيل هي واجب ديني”.
وفي سياق متصل، أكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن قرار ترامب يندرج ضمن مجموعة الأخطاء التي ارتكبها في الشرق الأوسط خلال فترة رئاسته.