خاص|| أثر برس انعكست قلة المياه التي أصابت سوريا، سلباً على الفلاحين وأراضيهم حتى باتت فكرة التخلي عن مهنة الزراعة تراود معظمهم.
يقول أبو فهد الذي يزاول الزراعة في غوطة دمشق منذ 30 عاماً لـ “أثر”: “الجفاف ضرب معظم أراضي الغوطة الدمشقية؛ وتعرضت مزروعاتنا لضرر مادي؛ فأشجار الجوز والتين جفت وكروم العنب يبست من الشمس الحارقة”.
يكمل الرجل السبعيني: “حاولنا إيجاد البدائل من خلال الري من بئر المياه المحفورة في الأرض، ولكن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يمنع ذلك، وعندما حاولنا الاستعانة بمولدات تعمل على المازوت، فارتفع سعر الليتر ووصل إلى 6 آلاف ليرة سورية، لذلك ما كان علينا إلا أن نترك رزقنا لرب العالمين”.
أبو فهد ليس وحده من يعاني من هذه الصعوبات؛ فمعظم الفلاحين تمر على أراضيهم أيام وأسابيع دون سقاية على الرغم من أن تقديم شكاوى عديدة لوزارة الزراعة ولاتحاد الفلاحين ولكن لا حياة لمن تنادي، وتستهلك الزراعة نحو 90% من المياه المستهلكة في البلاد، وفقاً لتصريحات وزارة الزراعة والتي بدورها تشجع على زراعة المحاصيل التي تستهلك الكثير من المياه مثل زراعة القمح والقطن بحكم أن سوريا غنية نسبياً من حيث الموارد المائية الطبيعية، ولكن نصيب الفرد من المياه شهد تدهوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة وهذا أدى إلى لجوء العديد من الفلاحين لاستخدام مياه الصرف الصحي للري.
بدوره، كشف رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق، عبد العزيز المعقالي في تصريح لـ “أثر” أن 50% من الفلاحين يستخدمون مياه الصرف الصحي في ري مزروعاتهم الورقية كالبقدونس والنعنع والخس والسلق والملوخية وغيره.
ولفت إلى أن السبب في ذلك يعود لعدم قدرتهم على شراء المازوت لتشغيل المولدات إضافة لانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة لذلك لا يمكن استجرار المياه النظيفة من الآبار الارتوازية كما أن الحرب أثرت أيضاً، حيث تضررت أعداد كبيرة من الآبار التي كان يُعتمد عليها في تأمين وسائل السقاية غير الملوثة، لذلك يسقون بالمياه المستخدمة؛ فالأمر المهم بالنسبة لهم هو تحصيل مزيد من الأرباح، حيث تكون أرباحهم أضعافاً مضاعفة، وذلك بسبب انخفاض تكلفة الإنتاج.
وأكد رئيس جمعية المستهلك أنه يجب على الجهات المسؤولة تشديد المراقبة والقيام بتحليل الخضراوات والحشائش التي يشك بها عن طريق المخابر التابعة لوزارة الزراعة، إضافة للعمل على سحب عينات من المياه التي يقوم الفلاح بالري منها لأن الأضرار التلوث تؤثر بشكل كبير على الصحة.
وشكّلت مديرية الزراعة بدمشق فريق فني حيث تم تنظيم أكثر من 115 ضباً للري بمياه الصرف الصحي في حين بلغت المساحة الزراعية في المحافظة 586 دونماً، وتنوّعت المحاصيل الزراعيّة ما بين (الخس والباذنجان والملوخية والذرة).
نور ملحم – دمشق