خاص|| أثر برس تعرضت سوريا لمنخفض قطبي أرخى بتأثيرات غير معتادة على حالة الطقس لمثل هذا الوقت من العام، إذ نشطت الرياح القوية، وزاد معدل الهطل المطري في المنطقة الساحلية مع هطول زخات ثلجية في بعض مناطق طرطوس الجبلية.
بالمقابل شهدت العاصمة دمشق قبل يومين تطايراً لألواح الشمسية وسقوط بعض الأشجار نتيجة للرياح القوية.
تغيرات كبيرة بسبب الاحتباس الحراري:
وحول حالة الطقس وتأثره بالتغيرات المناخية يقول رئيس الجمعية الفلكية السورية د.محمد العصيري لـ”أثر” إن العالم لا يزال يشهد تغيرات كبيرة في درجات الحرارة ناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ أصبح واضحاً أن الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية اتخذت منحى متسارع وقاسٍ في التغيرات الحرارية.
ووفقاً للعصيري، نتيجة لهذه التغيرات نلاحظ في منطقتنا اختفاء فصلي الخريف والربيع، بالإضافة إلى العواصف والأعاصير المدمرة التي ضربت السواحل الأميركية، وهطول الأمطار في أماكن لم تشهدها سابقاً، وفي ذات الوقت سجل العام 2024 أعلى درجات الحرارة المسجلة في التاريخ المكتوب أو المسجل.
ويرى العصيري أن كل ذلك يؤكد أن الاحتباس الحراري لا يزال يتسارع وينتشر بشكل كبير، مؤكداً أنه إذا استمرت الأمور على هذا النحو سيصل الاحتباس الحراري إلى نقطة اللاعودة، وعندما يصل إليها سنكون أمام تغيرات كبيرة جداً في المناخ، إذ شهدت الأرض تغيرات واضطرابات كبيرة جداً في المناخ.
ويتابع العصيري: في الخريف شهدنا ارتفاع كبير في درجات الحرارة ومنخفضات قطبية في سوريا لم تكن تشهدها البلاد قبلاً في مثل هذا الوقت من العام، أما في الصيف فكان هناك ارتفاعات كبيرة غير مسبوقة في درجات الحرارة، عدا عن أنه خلال الشتاء الماضي لوحظ وجود أعاصير بقوى مضاعفة وبتأثير كبير جداً.
شتاء هذا العام في سوريا:
ووفقاً للعصيري، ما سنشهده خلال الفترة القادمة هو استمرار تأثيرات التغيرات المناخية على المناخ السائد في بلاد الشام أو العالم أجمع، إذ إن هذه التغيرات ستكون تأثيراتها ملموسة على المدى القريب ومدمرة لبعض البلدان.
وفيما يخص الشتاء القادم يبين العصيري أنه سيكون مختلفاً بسبب التغيرات المناخية، فالأعاصير القوية جداً ستزداد وتضرب سواحل بعض الدول، والفيضانات والعواصف ستضرب سواحل بعض الدول الأوروبية، وسواحل الولايات المتحدة الأميركية.
أما في سوريا سيكون هناك وضوح تام للمنخفضات القطبية وتأثير مباشر لها، منوّهاً إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة وجود أمطار غزيرة وثلوج خلال أيام عديدة، بل سنشهد انتشار البرد الجاف والصحراوي على أيام متعددة، مضيفاً: “شتاء هذا العام متأثر بالاختلافات والاضطرابات المناخية وما ستحمله من تغييرات على فصل الشتاء”.
يشار إلى أننا لا نزال ضمن فصل الخريف إذ يبدأ الانقلاب الشتوي في 21 كانون الأول ديسمبر القادم، وهو ما يعني الدخول فعلياً في فصل الشتاء.
حسن جميل العبودي