أكد موقع “Ynet” العبري أن الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التأهب بعد اغتيال الجنرال في حرس الثورة الإيراني “سيد رضي موسوي” بغارة جوية شنها على منطقة السيدة زينب بريف العاصمة دمشق، وهددت إيران أنها سترد على اغتيال العميد رضي بالزمان والمكان المناسبين.
ولم يعترف الاحتلال الإسرائيلي مباشرة باغتيال المستشار العسكري الإيراني المقيم في سوريا، وفي هذا الصدد، قال “يوني بن منياحم” المحلل السياسي ومدير راديو “صوت إسرائيل” مع قناة “DW” الألمانية: “وزير الدفاع يوآف غالانت لم يعترف بأن إسرائيل هي التي اغتالت كبير الإيرانيين في سوريا، وليس هناك أي دليل على أن إسرائيل مسؤولة عما حدث”، مضيفاً أن “الرئيس بايدن ليس معنياً بتصعيد الأوضاع وهو في سنة انتخابات رئاسية وإسرائيل ليست معنية بحرب إقليمية ولذلك نعتقد أن الولايات المتحدة تحاول احتواء الموقف”.
فيما لفت مقال نشرته مجلة “رسبونسبل ستاتكرافت” الأمريكية إلى أن “إسرائيل هي القوة الوحيدة التي تملك الدافع والقدرة على تنفيذ مثل هذا القتل – ناهيك عن تاريخها الطويل في اغتيال النشطاء الإيرانيين، فالولايات المتحدة لديها القدرة ولكن ليس بالضرورة الدافع”، مشيرة إلى أن “الحكومة الإسرائيلية تتجه اتجاهاً متزايداً نحو توسيع الحرب، فقد تم حشد أكثر من ثلاثمئة ألف جندي، وهناك اعتقاد متزايد في إسرائيل بأنه من غير المقبول أن تعيش إلى جانب حزب الله”.
وحول موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن، من توسع هذه الحرب أكثر لفتت المجلة إلى أنه “قد يعتقد بايدن أنه قادر على السيطرة على هذه الأحداث والسماح لإسرائيل بذبح الناس في غزة مع إبقاء خطر التصعيد مُسيطر عليه، لكن من المرجح أن يكون مخطئاً، وقد يجد الشعب الأمريكي نفسه قريباً في حرب أخرى غير ضرورية في الشرق الأوسط بسبب عدم كفاءة بايدن الاستراتيجية”.
وخلُص المقال إلى أن هناك “حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها: طالما أن بايدن يرفض الضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار في غزة، فإن التوترات في المنطقة سوف تستمر في التصاعد، وسوف ينجذب الشرق الأوسط نحو حرب إقليمية من المرجح أن تجتاح الولايات المتحدة أيضاً”.
بدورها، لفتت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في تقرير إلى أن “اغتيال سيد رضي موسوي، أحد كبار مستشاري الحرس الثوري الإيراني في سوريا، في ذروة الحرب على غزة، يضيف أبعاداً جديدة إلى المواجهة الدائرة رحاها بين إسرائيل ومحور المقاومة”، مشيرة إلى أنه “بعد اغتيال الجنرال موسوي، كثّفت إسرائيل طلعات طائرات الاستطلاع على طول الشريط الفاصل بين المناطق السورية والمناطق المحتلة في الجولان السوري، كما سُجلت عمليات رصد ومتابعة في عمق الأراضي السورية، إذ رصد ناشطون عسكريون تحركات مكثّفة لطائرة الاستخبارات الإلكترونية والمراقبة الجوية (نحشون أورون 452) من (السرب 12)، فوق البحر المتوسط، طالت جنوبي ووسط سوريا ومحيط دمشق، كما حلّق تشكيل من الطيران الحربي الإسرائيلي على طول الساحل اللبناني وفي محيط بيروت وفوق الجليل”.
وحول احتمالات الرد نقلت “الأخبار” عن الصحافي والمحلّل السياسي في صحيفة “وطن أمروز”، محمد علي حسن نيا، قوله: “أمام طهران استراتيجيتين: الأولى، هي التزام الصبر الإستراتيجي والردّ على إسرائيل بوساطة باقي مجموعات المقاومة، والاستراتيجية الثانية هي أن تغيّر طهران نهجها وتشنّ هجوماً مباشراً على غرار ما فعلته عقب اغتيال الشهيد سليماني، إذ تستهدف هذه المرّة مثلاً إسرائيل مباشرة بالصواريخ أو المُسيّرات، لكنّ طهران على ما يبدو ليست في الوقت الحالي في وارد تغيير استراتيجيتها، أي بدء هجوم مباشر وحرب من العيار الثقيل مع إسرائيل أو أميركا، بل إنها ستردّ على تل أبيب بوساطة وكلائها في العراق ولبنان واليمن”.
وأكد السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري، أن العميد موسوي، كان دبلوماسياً والمستشار الإيراني الثاني في سوريا، مشيراً إلى أنه تم استهداف منزله بثلاثة صواريخ.، وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، تعقيباً على اغتيال الجنرال موسوي: “يتعين على تل أبيب أن تنتظر عداً تنازلياً صعباً”.