خاص || أثر برس ما تزال أحداث ريف حلب الشمالي، تتصدر واجهة الأحداث الميدانية في مدينة حلب، سواء لناحية الاعتداءات التركية المستمرة باتجاه محاور بلدة تل رفعت، أو المظاهرات الشعبية الاحتجاجية التي ينفذها أبناء شمال حلب رفضاً للتهديدات التركية والذرائع التي تتخذها أنقرة لاحتلال الأراضي السورية.
فعلى صعيد الاعتداءات التركية باتجاه ريف حلب الشمالي، أقدمت طائرة تركية مسيرة يوم أمس، على تنفيذ قصف بالقنابل استهدف التل المجاور لمدخل مدينة تل رفعت، دون تسجيل وقوع أي خسائر بشرية، لتقتصر آثار ذلك القصف التركي على بعض الماديات بشكل محدود.
وبعد عدة ساعات من عملية القصف الأولى، بادرت القوات التركية إلى إطلاق طائرة مسيّرة ثانية من نوع مختلف أكثر تطوراً، باتجاه محيط تل رفعت، في محاولة لقصف المناطق المدنية، الأمر الذي تعاملت معه وحدات الجيش السوري المنتشرة في المنطقة، والتي تمكنت من إسقاط المسيّرة التركية قبل وصولها إلى هدفها.
وفي ظل إسقاط الطائرة المسيّرة، توقفت تركيا خلال الساعات الماضية عن إطلاق المزيد من المسيّرات في ريف حلب الشمالي، وفقاً لعادتها، الأمر الذي فرض حالة من الهدوء الحذر على كافة محاور التماس شمالاً، دون تسجيل أي عمليات قصف أو مناوشات متبادلة.
في سياق متصل، تواصل خلال ساعات الأمس، الحراك الشعبي الرافض للتهديدات التركية المتعلقة بتنفيذ عمل عسكري لاحتلال تل رفعت والمناطق المجاورة لها، حيث خرج أهالي بلدة “كفر نايا” في تجمعات كبيرة، حملوا خلالها العلم السوري.
وأكد مشاركون في مظاهرات “كفر نايا” خلال حديثهم لمراسل “أثر”، أن السبب الرئيسي من خروجهم في تلك المظاهرات، هو تكذيب ورد المزاعم التركية المتعلقة بوجود “قوات إرهابية كردية” في هذه البقعة من ريف حلب الشمالي، مبينين أن تل رفعت والقرى والبلدات التابعة لها، يقطنها مدنيون من مختلف أطياف المجتمع السوري “عرب- كرد- أيزيديين- آشوريين”، تجمعهم الهوية السورية الواحدة.
وجاءت مظاهرات “كفرنايا” بعد أيام قليلة من خروج مظاهرات مماثلة حاشدة في مدينة تل رفعت، وللأهداف ذاتها، في حين رصدت “أثر” وجود كافة المؤسسات الخدمية الحكومية السورية في المدينة، والتي تقدم خدماتها بشكل طبيعي للمواطنين القاطنين في تلك المدينة، والتي تجدر الإشارة إلى أنها تأوي إضافة إلى سكانها الأصليين، أعداداً ضخمة من الأهالي المهجرين من مناطق شمال حلب كعفرين وإعزاز، الذين غادروا منازلهم وأراضيهم وأرزاقهم قسراً هرباً من الاجتياح التركي لمناطقهم.
زاهر طحان – حلب