نفى “الجيش الوطني” المدعوم تركياً شمالي سوريا التنسيق مع فصيل “جيش سوريا الحرة” المدعوم أمريكياً في قاعدة “التنف” الموجودة عند الحدود السورية- الأردنية- العراقية المشتركة.
ونقل موقع “عنب بلدي” المعارض، عن المتحدث باسم “الجيش الوطني” أيمن شرارة قوله: “ننفي ما ورد في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن إرسال مقاتلين إلى قاعدة التنف نفياً قاطعاً، وكل ما ورد في هذا الخصوص إشاعات لا أساس لها من الصحة”.
وفيما يتعلّق بالتنسيق بين “الوطني” و “جيش سوريا الحرة”، قال شرارة: “ليست هناك علاقة بينهما إطلاقاً”، مضيفاً: إنّ “كل ما يشاع بشأن اجتماعات بين الجانبين مؤخراً هو محض إشاعات”، وذلك من دون أن يصرّح عن طبيعة التنسيق بين الفصيلين.
وتأتي هذه التصريحات بعدما نفى فصيل “جيش سوريا الحرة” قبل أيام قليلة التنسيق مع فصيل “الجيش الوطني” إثر ورود معلومات نقلها “المرصد” ووكالة “شام” المعارضة، أفادت بأنّ “فصائل مسلحة من “الجيش الوطني” بدأت بتسجيل أسماء عناصر من صفوفها لنقلهم إلى منطقة التنف عند الحدود السورية- الأردنية بصفة حرّاس حدود مقابل مبلغ مالي يصل إلى ألف دولار أمريكي”.
وكان قائد فصيل “جيش سوريا الحرة” محمد فريد القاسم قد صرّح أنّ “الفصيل أحرز تقدماً في التنسيق مع “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، والفصائل المسلّحة – لم يسمّها – لإنشاء غرفة عمليات مشتركة.
وأشار القاسم إلى أن “قسد والفصائل المسلّحة الموجودة على امتداد الأراضي السورية تسعى إلى توحيد الجهود”، معتبراً أنه “وصل إلى قناعة بضرورة تنسيق جهود جميع الفصائل المسلّحة على الأراضي السورية لتحقيق هدفها”، وفق ما نقلته وسائل إعلام معارضة.
وأوضح قائد فصيل “جيش سوريا الحرة” في منطقة التنف، أنّ “كل تدريبات الفصيل الأخيرة تهدف إلى المشاركة في الأعمال العسكرية المقبلة”، لافتاً إلى أنّ “أي اعتداء على المنطقة سيكون الفصيل في الخط الأول”.
“الجيش الوطني” بدلاً من “قسد”
بالتزامن مع النفي المتبادل بين “الجيش الوطني” و”جيش سوريا الحرة” عن وصول فصائل مسلّحة إلى “التنف”، تحدّث الكاتب التركي بولنت أوراق أوغلو في صحيفة “يني شفق” التركيّة الموالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن “خطة أمريكية جديدة لخلط الأوراق في الميدان السوري ظهرت معالمها أولاً في نشر نحو 3000 مسلّح على خط دير الزور- التنف في إطار قطع الطريق البري بين طهران ودمشق عبر بغداد”.
وأضاف الكاتب أنه “من أجل ذلك، أَرسلت الولايات المتحدة وفداً إلى أنقرة، لتسويق الخطّة الجديدة التي تتضمّن سحب المسلّحين الأكراد من دير الزور وتل رفعت ومنبج إلى قلب شرقي الفرات وإحلال قوات من “الجيش الوطني” محلّهم، في مواجهة الجيش السوري وحلفائه”.
ولفت الكاتب إلى أن “الخطّة تحظى بدعم الدول الخليجية”، معتبراً أن “نتائج اتفاق فيلنيوس بين أنقرة وواشنطن بدأت تظهر، وربّما يكون التباطؤ في تسريع التطبيع بين دول الخليج وإيران أحد مؤشراتها”.
ونقل أوغلو عن قادة في فصيل “الجيش الوطني” قولهم إنهم “سيكونون حيث يكون الجيش التركي، ووفق المصادر، فإنّ “قادة الفصيل أبلغوا الأمريكيين أن تركيا وليس “حزب العمال الكردستاني” يجب أن تكون المخاطِب للأمريكيين، وأنهم أبلغوا واشنطن أنه لا يمكن الوثوق بهم”.
في المقابل، شهدت القاعدة الأمريكية في حقل غاز كونيكو بريف دير الزور الشمالي، أول أمس، استهدافاً بصاروخين وذلك للمرة الأولى في آب الجاري، وهذا استدعى استنفار القوات الأمريكية في القاعدة ومحيطها وفق مصادر “أثر”، كما استُهدفت القاعدة الأمريكية في حقل العمر النفطي بالصواريخ في اليوم التالي.
يشار إلى أنّ وزير الخارجية فيصل المقداد، شدد في لقاء نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء الفائت، في مؤتمر صحافي مشترك في طهران على ضرورة خروج القوات الأمريكية من سوريا.
وفي هذا الصدد، قال المقداد: “من الأفضل للجيش الأمريكي أن ينسحب من سوريا قبل أن يتم إجباره على ذلك”، لافتاً إلى أن “سوريا وأصدقاءها ليسوا عاجزين عن إنهاء وجود داعش”، مشيراً إلى الوجود الأمريكي بمنطقة التنف جنوبي سوريا بالتحديد، وقال: “الولايات المتحدة تريد أن تكون منطقة التنف التي تحتلها مركزاً للتنظيمات الإرهابية التي ترسلها لهذا المكان أو ذاك”.
أثر برس