أثر برس

“أعاصير وفيضانات على الفيسبوك”.. أستاذ بعلم المناخ يوضح الحالة الجوية المرتقبة في سوريا

by Athr Press G

خاص|| أثر برس تتداول صفحات التواصل الاجتماعي تحذيرات من الحالة الجوية المرتقبة في سوريا والمتمثلة بحدوث أمطار غزيرة وسيول وفيضانات قد تتطور إلى أعاصير نتيجة الأحوال الجوية السائدة والمتوقعة، من دون الاستناد إلى أي مصدر موثوق في الطقس أو الأرصاد الجوية، ما أثار حالة من الحذر والترقب لدى الكثير من المتابعين ومن تناهى لأسماعهم ما يشاع عبر “السوشيال ميديا”.

وهنا، يبيّن أستاذ علم المناخ في قسم الجغرافية بجامعة تشرين الدكتور رياض قره فلاح لـ”أثر” أن ما يحدث وما سيحدث لاحقاً متوقع ومعروف علمياً وغير خطر، وأقصى ما يمكن أن يترافق معه رعد وبرق لمدة قصيرة، وتسمى هذه الحالة بعدم الاستقرار الجوي ولا شيء يدعو للقلق، مشيراً إلى أن الأجواء الغائمة السائدة حالياً في معظم مناطق البلاد ستستمر لنحو 10 أيام.

وأوضح قره فلاح أن السبب وراء الأجواء الغائمة هو تنازع الضغوط الجوية بين الشتوية والصيفية والتي ستستمر لأيام قليلة بينما تسيطر الضغوط الصيفية ويبدأ فصل الصيف، مضيفاً: “خلال فصل الربيع، خاصة نيسان، وبعد الفترة الخماسينية التي تهب فيها رياح جافة حارة صحراوية يحدث أن تعود درجات الحرارة بعد الفترة الحارة إلى معدلاتها الطبيعية كما يحدث حالياً، ما يؤدي إلى تحوّل الجو الحار والجاف إلى غائم بسبب تكاثف بخار الماء الذي تبخر خلال الأيام الأخيرة التي شهدت ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة”.

وبحسب قره فلاح، هذا التبرد قد يسبب في أوقات كثيرة هطولاً لأمطار متوقعة تكون مدتها قصيرة وفي أماكن متفرقة، خاصة في المناطق الأكثر ارتفاعاً كالجبال والهضاب الساحلية، بالإضافة لمنطقة القلمون، وقد تكون غزيرة لفترة قصيرة، وتسمى هذه الأمطار بالحملانية أي أنها تهطل على الأماكن التي تبخرت منها المياه وليست نتيجة منخفض جوي.

وأضاف قره فلاح: هذه الأمطار محلية مرتبطة بمكان تبخّر المياه، وتكون كميتها متناسبة مع برودة المكان وكمية المياه المتبخّرة، ولذلك تكون قليلة أو معدومة في المناطق الشرقية الأكثر جفافاً.

وحول ما يثار عن حدوث فيضانات وسيول جارفة، نفى قره فلاح ذلك باعتبار أن السيول مترافقة بالهطولات للمطرية الغزيرة لساعات طويلة، خاصة في مناطق المنحدرات، بينما الأمطار المتوقعة هي سريعة ومتفرقة، وإذا هطلت بغزارة في مناطق محددة فإن مدتها قصيرة جداً.

ونفى قره فلاح ما يتم تداوله عبر بعض صفحات التواصل الاجتماعي من حدوث أعاصير أو “تورنادو”، مستنداً في ذلك إلى أن شروط حدوثه لا تتوفر في الظروف الجوية الحالية، وأن الرياح عادية السرعة بسبب عدم ارتباطها بوجود منخفض جبهي.

وأكد قره فلاح أن سوريا بلد متوسطي ليس مهيأ لحدوث أعاصير التي تحتاج إلى محيطات، كالبحر الكاريبي ومناطق شرق آسيا (إيطاليا وليبيا)، مضيفاً: الأعاصير المتوسطية تحدث مرة واحدة كل 10-15 عاماً، وسوريا غير مهيأة لحدوث الأعاصير فالجو والظرف لا يسمحان بحدوث الأعاصير.

وتوقّع قره فلاح أن يكون الصيف القادم حار جداً كالصيف الماضي، أو أقل منه بقليل، واصفاً هذه السنوات بالأعنف في درجات الحرارة عبر التاريخ وذلك بسبب التغير المناخي الحاصل حول العالم، مشيراً إلى أن عام 2023 كان استثنائياً ويحتاج إلى دراسة.

كما توقع قره فلاح استمرار الأجواء غائمة كلياً في معظم مناطق البلاد باستثناء المناطق الشرقية خلال الأيام الثلاثة القادمة، ودرجات الحرارة أعلى من معدلاتها بنحو 4 درجات، فيما تبقى هناك فرص لهطولات مطرية مؤقتة في دمشق وبلدات القلمون والسويداء وحمص وشمال حلب وجنوب طرطوس وبانياس والجبال والهضاب الساحلية وجبلة وحلب والمنطقة الوسطى وشرق حماة وتصبح أكثر احتمالاً اليوم السبت في جميع تلك المناطق، في حين تكون  لرياح في الساحل معظمها غربية ومتقلبة أحياناً دون 30 كم/سا وجنوبية في المناطق الجنوبية وشمالية في الشمال وشرقية في الشرق بسرعات دون 50 كم/سا.

وأكد قره فلاح أن العاصفة المطرية القصيرة التي شهدتها دمشق، أمس، هي حالة طبيعية تحدث خلال فصل الربيع، شارحاً أنه بعد أن شهدت درجات الحرارة ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام الأخيرة، فإن الهواء الساخن الذي ارتفع نحو الأعلى، قد تبرّد نتيجة انخفاض درجات الحرارة 10 درجات وبات وزنه ثقيلاً ولذلك حدث الهواء الهابط، أي هبوط الهواء الذي تبرد وثقل وزنه نحو الأسفل بشكل سريع جداً، ما ينجم عنه حدوث حالة جوية مضطربة لوقت قصير جداً تكون على شكل عواصف أو أمطار أو صاعقة وبرق ورعد وأمطار متفرقة أو غزيرة لوقت قصير جداً.

وأشار قره فلاح إلى أن هذه الحالة الجوية قد تتكرر مرة أخرى خلال فصل الربيع في مكان وزمان آخرين ولوقت قصير جداً وقد لا تحدث.

صفاء علي 

اقرأ أيضاً