ظهرت العديد من الثغرات وردود الأفعال المفاجئة بعد المقابلة التي أجرتها الصحفية اللبنانية بولا يعقوبيان مع رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، وبدأ الإعلامييون والمحللون السياسييون بطرح تحليلاتهم ووجهات نظرهم حول المقابلة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والصحف.
فأشاد الإعلامي المصري “عمرو أديب” بمهنية الصحفية بولا يعقوبيان، لكنه اعتبر أن المقابلة كان ينقصها تأكيد عملي وليس على مستوى التعليقات حول ما إذا كان الحريري محتجز أم هو مأسور بالفعل، واعتبر أن هذه المقابلة قلبت المفاهيم رأساً على عقب حيث قال: “قبل اللقاء كان الحريري مستقيلاً ومجرد البدء بعرضه أصبح مستقيلاً ولكن بشروط للعودة”، وأشار إلى أن الإحساس العام للناس أن هذا الرجل لم يقنعهم بالرغم من أنه حاول طرح كلام منطقي، وأضاف: “الرجل أراد أن يعمل صدمه إيجابية وهذه استراتيجية ولكن بالنهاية الرجل أثبت أنه لا يحكم”.
أما المحلل السياسي “خلف أحمد الحبتور” أكد أن المقابلة أشعرته بالراحة ونصح الحريري أن لا يعود إلى لبنان حيث قال:
“المقابلة كانت جيدة وكان الحريري مرتاح جداً في المقابلة، لكنني لا أؤيد ذهابه إلى لبنان بهذا الوقت وأعتقد أن هناك خطة لإنهاء الحريري، وأنا ارتحت جداً من المقابلة كما أن الحريري أكد أنه حر جداً، وأنا متأكد من أن كل ما يقولوه المحللون السياسيون اللبنانييون غير منطقي وأنا أراهم لا يفهمون بالسياسة”.
وعلق أيضاً على المقابلة مدير مركز الارتكاز للإعلام في لبنان سالم زهران على حسابه على “تويتر” مشيراً إلى أن المقابلة أثبتت فشل المخطط السعودي، وكذلك الأمر علق الإعلامي نديم قطيش عبر “تويتر” قائلاً:
كما قال رئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” عبد الباري عطوان في مقال نشرته الصحيفة:
“السيد الحريري كان مُرتبكًا في هذهِ المُقابلة، وقال كلاماً غير مُقتنع بمَضامينه وتداعيّاته، ولهذا لم يَكُن مُقنعًا للجُمهور اللبناني، المُفترض من هذهِ المُقابلة أن تُبدّد حالة اللّغط التي أثارتها استقالة السيد الحريري، ولكن ما حَدث هو العَكس تماماً، أي أنّها وَفّرت لها الذّخيرة لتَزداد اشتعالاً”.
كما علق أيضاً على الموضوع رئيس تحرير صحيفة “الأخبار” اللبنانية ابراهيم الأمين فقال”
“كان لافتاً أن مضمون المقابلة ومواقف الحريري الهادئة، لا تقارن بتلك التي صدرت في بيان استقالته، من حيث تحميل مسؤولية عدم استقرار المنطقة لإيران وحزب الله، بل ظهر الحريري كمن لعب ورقةً خطرة، بهدف تحسين شروط التسوية لا أكثر، من خلال فتحه باب الحلّ في أكثر من ثغرة خلال المقابلة، وتأكيده تعليق التسوية الرئاسيّة إلى حين عودة الطرف الآخر عن خروجه عنها، بما سماه العلاقة مع النّظام السوري، كذلك الأمر بالنسبة إلى استقالته”.
وكان أيضاً للناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي نصيباً من التعليقات على المقابلة وإبداء آراءهم وتفاوتوا بين لبنانيين وسعوديين.