بالتزامن مع تزايد أحاديث المنظمات الأممية عن مخاوفهم من مخيم “الهول” الذي تسيطر عليه “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” في ريف الحسكة الشمالي، نتيجة وجود عوائل تنظيم “داعش” فيه الذين لا زالوا يحافظون على فكرهم المتشدد، مشددين على ضرورة إخلائه، أخرجت “الإدارة الذاتية” التابعة لـ “قسد” دفعة من السوريين المقيمين فيه باتجاه مناطقهم في ريف دير الزور.
وأفادت وكالة “هاوار” الكردية بأن “الإدارة الذاتية” أخرجت أمس الأحد، 49 من السوريين من أهالي مناطق شمال وشرق سوريا، المحتجزين في “مخيم الهول”، لافتة إلى أن هذه الدفعة ضمت 217 شخص، ضمن 53 عائلة، وهم من أهالي الريف الشرقي والشمالي لمحافظة دير الزور، حيث تسيطر “قسد”.
وأضافت الوكالة إن إخراج تلك الدفعة جاء بعد تأكد الجهات المشرفة على المخيم من ثبوتيات الأشخاص، والتواصل مع “مجلس دير الزور المدني” التابع لـ “قسد”، مشيرة إلى أن عدد الدفعات من أهالي شمال وشرق سوريا التي غادرت المخيم قد وصلت إلى 49 دفعة، بين دفعات بكفالات وجهاء وشيوخ العشائر، وأخرى منذ صدور قرار “الإدارة الذاتية” في العاشر من تشرين الأول 2020، بناء على الاجتماع الذي عقدته مع ما يسمى “مجلس سوريا الديمقراطية- مسد” الذراع السياسي لـ “قسد” وما تسمى “هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل وهيئة الداخلية” التابعين لـ “قسد”، في الخامس من تشرين الأول 2020.
وفي سياق الحديث عن ضرورة إخلاء مخيم الهول، لما يشكله من خطر أمني كونه بات مركزاً لإعادة إحياء تنظيم “داعش” بحسب رأي العديد من المحللين والمراقبين، ووسط رفض الدول الغربية استعادة مواطنيها الذين سُبق أن التحقوا بالتنظيم من المخيم، دعا الطبيب النفسي الفرنسي بوريس سيرولنيك، رئيس بلاده إيمانويل ماكرون لإعادة 200 طفل فرنسي من أبناء “الدواعش” مع أمهاتهم من سوريا، معتبراً أن بقاءهم هناك “يشكّل تهديداً لأمن فرنسا”، حيث قال: “كلما طال أمد بقائهم هناك تضاءل حبهم لفرنسا، يمكننا أن نمنع ذلك في حال سارعنا للاهتمام بهم”، متابعاً: “أظن أن الرئيس يخشى تحول هؤلاء الأطفال إلى جهاديين، لكني أؤكد أن هذا الأمر لن يحصل، ورأيي لا يأتي من عدم، بل مبني على ملاحظات علمية، إذا اهتممنا بهم في وقت مبكر لن يصبحوا خطرين” وفقاً لما نقلته صحيفة “جورنال دو ديمانش” الفرنسية.
وفي منحى موازٍ، عادت أغلبية المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية باستثناء أقسام عديدة في منظمتي “المجلس النرويجي للاجئين” و”منظمة إنقاذ الطفل العالمية”، أمس، لاستئناف نشاطاتها في مخيم الهول في ظل إجراءات أمنية مشددة، وذلك عقب أن علقتها الأسبوع الماضي نتيجة مقتل مسعف تابع لـ “قسد” وإصابة طبيب من “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” إثر مداهمة نقطة طبية من قبل مسلحين من “داعش”، وذلك وسط تحذيرات من خلفيات هذا الاعتداء، حيث قال مسؤول المخيمات في “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا شيخموس أحمد لوكالة “فرانس برس”: “تهديد المنظمات الإنسانية والنقاط الطبية يشكّل سابقة خطيرة”.