احتل منتخب المغرب المركز الرابع في كأس العالم مونديال قطر 2022، بعد خسارته من كرواتيا (2-1) في مباراة تحديد المركز الثالث والتي جرت أمس السبت.
مسيرة “أسود الأطلس” في المونديال القطري كانت مشرّفة للعرب وقارة أفريقيا بعد مصارعتها كبار القارة الأوروبية وحسمها المركز الأول في مجموعتها على حساب بلجيكا وكرواتيا وكندا، ففازت على “الشياطين الحمر” المصنف الثاني عالمياً والوافد الجديد كندا، واكتفت بتعادلٍ سلبي أمام كرواتيا.
في الدور الثاني واجه المغرب إسبانيا وابتسمت ركلات حظ لهم بعد تألق حارسه ياسين بونو الذي تصدى لـ3 ركلاتٍ ليخرج “الماتادور” من المونديال القطري.
وفي ربع النهائي، تخطى المغاربة كريستيانو رونالدو ومنتخبه البرتغال، ليتأهل إلى نصف النهائي ويخسر أمام فرنسا، بعد مباراة مثيرة وجهت فيها أصابع الانتقاد للحكم المكسيكي “سيزار أرتورو راموس” الذي امنتع عن احتساب ركلتي جزاء للمغرب ولم يراجع فيها تقنية حكم الفيديو المساعد “VAR” للتأكد من صحتهما.
وينطبق لقب “الحصان الأسود” على المنتخب المغربي في المونديال القطري، الذي حقق نتائج ملفتة لم تكن بالحسبان.
ماذا يعني “الحصان الأسود” في كرة القدم؟
لكرة القدم مصطلحاتها الخاصة بها والتي تجعلها من أمتع الرياضات، فلا يوجد منتخب أو نادٍ إلا وله لقب أو ألقاب أخرى، مثل المنتخب السوري “نسور قاسيون”، أو البرازيل “راقصو السامبا”، أو نادي ريال مدريد “الملكي” والأمثلة كثيرة، وقد تحمل الألقاب طابعاً إنسانياً أو سياسياً أو ثقافياً أو مناطقياً أو رياضياً.
ويوجد ألقاب أخرى تطلق على الفرق نسبةً إلى أدائها طوال بطولة معينة أو كدليل على نتيجة مباراة واحدة لها في بطولة معينة، مثل “الريمونتادا” أو “الحصان الأسود”.
ولقب الحصان الأسود في عالم كرة القدم يطلق على المنتخب الذي يحقق نتائج غير متوقعة منه، نسبة إلى أدائه السابق المتواضع ونتائجه الحالية المفاجئة والمخالفة للتوقعات.
وعادة ما يطلق هذا المصطلح على الفرق أو الأندية غير المشهورة، والتي لا تملك تاريخاً سابقاً، وقد تكون مجهولة من الجميع، فيكون بطلاً الصدفة أو اللحظة وليس التوقعات.
ومصطلح الحصان الأسود “Dark horse” مصطلح يطلق في كُرة القدم، وهو مصطلح شائع يستخدم كذلك في السياسة والنزاعات بين الدول والرياضة، تم استخدام المصطلح لأول مرة عام 1831م بواسطة الكاتب والمفكر البريطاني “دزرائيلي”، ويشير المصطلح لنتيجة غير متوقعة من قبل الجميع.
ولمع هذا المصطلح في بطولة أمم أوروبا عام 2004 بعد أن حققت اليونان لقب البطولة، كما أطلق على نادي “ليستر سيتي” بعد تحقيقه لقب الدوري الإنكليزي “البريمييرليغ” عام 2015.
ولكأس العالم الحصة الأكبر من هذا اللقب، حيث أصبح النقاد يتوقعون من سيكون “الحصان الأسود” قبل بداية البطولة.
ومن لا يذكر منتخب كوريا الجنوبية عام 2002 والذي حقق المركز الرابع، أو منتخب غانا في مونديال جنوب أفريقيا عام 2010 والذي وصل لربع النهائي وخرج أمام الأوروغواي بعد مباراة مثيرة ولمسة يد سواريز.
والسويد عام 1994 والتي لم تخسر إلا أمام البرازيل في نصف النهائي ونالت المركز الثالث بعدها.
وفي كأس العالم 2022 صهل المغاربة كـ “الحصان الأسود” في صحراء قطر وتراقصوا على رمالها الذهبية، وكتبوا حكاية ستُروى طويلاً وستُحفر خالدة في كتب التاريخ، بوصفه أول منتخب عربي وأفريقي يحقق المركز الرابع، في إنجاز سيبقى صعب المنال على الكثير ولمدى بعيد.
محمد المونس || أثر سبورت