خاص|| أثر برس يواصل مركز المصالحة الروسي محاولة إقناع قيادات “قوات سوريا الديمقراطية-قسد”، بوقف الحصار المفروض على مركز مدينتي الحسكة والقامشلي الذي يتواصل لليوم الخمس على التوالي بهدف الضغط على الدولة السورية في محاولة من “قسد” للسيطرة على طرق التهريب مع مناطق تحتلها تركيا شمال حلب.
وتؤكد مصادر خاصة لـ “أثر برس”، أن الحجة التي تسوقها “قسد” في التفاوض مع الجانب الروسي في تبرير قطع الطرقات ووقف العمل في الأفران العامة بمنع الطحين والوقود من الدخول لمناطق سيطرة الدولة السورية هي حصار مفترض من الحكومة لحي “الشيخ مقصود” بحلب، إلا أن الواقع هو عكس ذلك وما حدث أن الحكومة رفضت تزويد أربعة أفران غير مرخصة بالدقيق التمويني، كما منعت دخول مواد مهرّبة من مناطق تسيطر عليها تركيا شمال حلب نحو حي الشيخ مقصود، ومن أبرز هذه المواد الأجهزة الكهربائية والإلكترونية والهواتف النقالة، التي تروج تجارتها ضمن مناطق “قسد” بشكل كبير.
الخطوات التي اتخذتها “قسد” أفضت لارتفاع كبير في سعر ربطة الخبز في السوق السوداء ليصل إلى 10 آلاف ليرة سورية بعد أن توقف فرن الحسكة الأول وعدد من الأفران الخاصة في مدينة الحسكة، واستولت “قسد” على فرن “البعث”، في مدينة القامشلي والذي ينتج حوالي 30 طناً من الخبز يومياً، الأمر الذي أدى لحرمان الأحياء بما فيها التي تسيطر عليها “قسد” من الخبز.
الضغط على دمشق لفتح طرقات التهريب أمام السيارات الخاصة بـ “قسد”، أثناء تنقلها من مناطق خطوط التماس بريف حلب الشمالي الأوسط نحو حي “الشيخ مقصود”، هو الطلب الأساس لـ “قسد” خلال مفاوضة الروس، فالعلاقة التجارية مع فصائل أنقرة تؤمن دخلاً عالياً لـقادة الوحدات الكردية المنتشرة في الحي المذكور، الأمر الذي ترفضه دمشق بشدة حتى الآن.
وتتخوف مصادر “أثر برس”، من محاولة “قسد” التصعيد في ممارسات الحصار، مشيرة إلى أن منع دخول الوقود لأحياء وسط مدينة الحسكة أدى لتوقف معظم المولدات الخاصة (الآمبيرات)، عن العمل ما تسبب بغرق هذه الأحياء في العتمة بالتزامن مع الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي النظامي بسبب قلة الوارد من سد الفرات عبر خط “الطبقة – البواب”.
وبحسب مصادر كردية لـ “أثر” فإن الأزمة الحالية لا تشير إلى احتمال حدوث تصعيد ميداني، إذ تؤكد المصادر أن “قسد” تدرك هذه المرة حجم رد الفعل السوري المحتمل في حال أي تحرك ميداني منها، فيما تتواصل جلسات الحوار والتي سيكون أحدها مساء اليوم الثلاثاء لإنهاء الحصار الذي فرضته “قسد” على أحياء المدينة.
المنطقة الشرقية- محمود عبد اللطيف