نفت أوساط في الخارجية السورية صحة مع نشرته صحيفة “حرييت” التركية حول رسائل نقلتها أنقرة إلى دمشق قبل زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الإمارات تتعلق بنقاشات تجري حالياً داخل الحكومة التركية لاستغلال الانشغال الروسي بالحرب الأوكرانية والبحث عن فرصة جديدة لخلق أجواء تدعو لتحسين العلاقات بين أنقرة ودمشق.
ونقلت صحيفة “الوطن” عن أوساط في الخارجية السورية قولها: “إن ما ورد فيه لا يتعدى كونه بروباغندا إعلامية مفضوحة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في تركيا، يُراد منها تلميع صورة النظام التركي الذي ضرب عرض الحائط بكل ما يمليه مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تربط بين الشعبين السوري والتركي، وانتهج سياسات عدوانية ولا أخلاقية ضد سوريا وشعبها ترقى إلى جرائم الحرب، وذلك عبر دعمه المباشر للتنظيمات الإرهابية التي أراقت دماء الشعب السوري وعبر تواجد قواته بشكل غير شرعي على الأراضي السورية للدفاع عن هذه التنظيمات، هذا عدا عن لصوصيته التي طالت خيرات السوريين وآثارهم، ومحاولاته اليائسة لإحداث تغييرات ديموغرافية في الشمال السوري”.
وأضافت الأوساط: “إن سوريا مواقفها ثابتة وواضحة، من حيث دعوة أردوغان ونظامه إلى احترام القانون الدولي والاتفاقيات الثنائية ومبدأ حسن الجوار، وبالتالي فإن دمشق لا يمكن أن تفكر بأي حوار مع نظام أردوغان ما لم تكن الخطوة الأولى هي سحب قوات الاحتلال التركي الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، ووقف دعم الإرهابيين والكف عن الانتهاكات المتكررة بحق السوريين”.
وحول الحديث عن استغلال أنقرة انشغال روسيا في مشاكل داخلية، علّقت الأوساط بالقول: “إن هذا الكلام يؤكد لا أخلاقية النظام التركي، وعقليته الانتهازية، ويفضح عدم جديته في تنفيذ تعهداته التي اتفق عليها مع روسيا في سوتشي ومحاولته الالتفاف عليها والتنصل منها”.
ونشرت صحيفة “حرييت” التركية، في 4 نيسان الجاري تقريراً نسبت فيه معلومات لمصادر تركية لم تسمها، بأن سلطات أنقرة تجري حالياً مناقشات، للشروع في حوار مع الحكومة السورية، ما من شأنه أن يعيد العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، مشيرة إلى أن “هناك تعليقات مفادها أن دور تركيا في الأشهر الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بحسم حرب أوكرانيا، وتركيز روسيا في هذه المنطقة، قد يكون وقتاً مناسباً لحل المشكلة السورية، وكلما كانت هناك إمكانية للتقدم مع سوريا.. وطالما أن روسيا مشغولة بكل من ردود أفعال أوكرانيا والعالم، فضلًا عن مشاكلها الداخلية، يمكن بدء بداية جديدة مع الحكومة السورية، بما في ذلك مشكلة اللاجئين السوريين”.
يشار إلى أنه سبق زعمت تقارير تركية عن وجود لقاءات استخباراتية غير مُعلَنة، بين تركيا وسوريا، وتنفي الأخيرة باستمرار هذه المعلومات، ففي 31 كانون الأول 2021 نفت وزارة الخارجية الأردنية، الأنباء المتداولة حول عقد اجتماع بين تركيا وسوريا على أراضي المملكة، وذلك بعدما نشرت صحيفة “تركيا” المقربة من “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في البلاد، تقريراً يؤكد اجتماع مسؤولين سوريين بنظرائهم الأتراك في الأردن، وتضمنت المباحثات مناقشة عدد من القضايا، بينها إعادة إعمار حلب بتمويل من دول خليجية، وعودة اللاجئين، وفتح المعابر المشتركة بين تركيا وسوريا.
وفي سياق الحديث عن أسباب نشر مثل هذه التقارير، تشير التحليلات إلى أن السياسة الخارجية التركية تتجه إلى “صفر مشاكل” مع الدول التي تصادمت معها لسنوات، فيما يؤكد محللون أتراك أن المشكلة بين تركيا وسوريا، لا تشابه المشاكل بين تركيا وباقي الدول، مشيرين إلى أن الموضوع في سوريا سيكون أكثر تعقيداً.