خاص|| أثر برس اعتاد الفلاحون كل عام على مواجهة معضلة انتشار الخنافس السوداء في مثل هذا الوقت أي خلال شهر نيسان، وسبق ووثق “أثر” على مدى أعوام ماضية انتشارها مع الوقوف على أسبابه وطرق المكافحة التي لا تضر بالمزروعات، إلا أنه في نيسان هذا العام لم يشهد الفلاحون حتى اليوم انتشار لهذه الخنافس بالكثافة نفسها وإنما تواجدها كان نادر، خاصة أن لها دور في التوازن البيئي.
وهنا يوضح الخبير الزراعي أكرم عفيف لـ”أثر” أن التغيرات الجوية والجفاف الذي حدث في فصل الشتاء وقلة الرطوبة بالجو، كانت غير ملائمة لظهور الحشرات، وبالتالي قد لا تكون الكميات التي ستظهر هذا العام كبيرة كالسنوات السابقة.
وتابع أنه إلى الآن لم تظهر الخنافس السوداء في الأجواء، ويرجع ذلك إلى انقطاع الأمطار خلال فصل الشتاء، وموجة الصقيع التي ضربت المحافظة.
يذكر أنه في العام الفائت انتشرت الخنافس السوداء في مدينة اللاذقية على شكل أسراب، ما أثار حالة من الاستنفار لدى الأهالي الذين باتوا يحرصون على إغلاق الأبواب ورش المبيدات على أطراف المنازل، منعاً لدخولها.
وفي هذا السياق أكد رئيس قسم رش المبيدات بمحافظة دمشق باسل حفار في تصريح لصحيفة “الحرية” جهوزية القسم لمكافحة انتشار الخنافس والتي يبدأ ظهورها عادة بمثل هذه الأوقات، مطمئناً بنفس الوقت أنه لا خشية من ظهور هذا النوع من الحشرات لكونها غير مؤذية على الصعيد الصحي والبيئي، متوقعاً بأن يكون انتشار الخنافس والجراد لهذا العام قليلاً وذلك نتيجة للتغيرات المناخية الحاصلة.
وكان رئيس دائرة وقاية النبات في مديرية زراعة اللاذقية المهندس ياسر محمد صرح العام الماضي لـ”أثر” بأن هذه الحشرة تسمى خنفساء “Amara .sp”، وهي إحدى الحشرات الهامة التابعة لفصيلة الكاربيدي من رتبة غمديات الأجنحة، وهذه الفصيلة معروفة بأنها مفترسات متعددة العائلات وهي من الأعداء الطبيعية المهمة للآفات الحشرية.
وبحسب محمد، تتغذى الخنفساء على عدد كبير من الفرائس كبيوض الحشرات واليرقات والعذارى من الفصائل المختلفة التي تسبب ضرراً للمحاصيل والأشجار والغابات، بالإضافة إلى تغذيتها على بذور الأعشاب وانجذابها للنباتات المزهرة.
وأشار محمد إلى أن أنواع هذه الفصيلة تتأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية والبيئية التي تحصل في أماكن انتشارها كقطع الأشجار والحرائق في الغابات والمراعي، بالإضافة للرعي الجائر في البوادي وكذلك تلوث التربة بالملوثات والمبيدات الكيميائية، منوهاً إلى أن فقدان أو قلّة وخسارة النوع من الحشرات يعد كجرس إنذار مبكر لحدوث الاضطرابات البيئة التي يسببها الإنسان في الطبيعة.
ودعا حينها محمد إلى عدم القضاء على هذه الخنفساء في المناطق الزراعية لأنها مفيدة تتغذى على بعض الآفات الزراعية والحراجية، وإطفاء النور على الشرفات ومداخل المنازل والشوارع العامة في المناطق السكنية وإحكام إقفال الأبواب والنوافذ جيداً لأن هذه الحشرة تنجذب كثيراً للضوء.