أثر برس

الدفاع التركية: المناورات العسكرية التي أجرتها واشنطن شرقي سوريا غير مقبولة

by Athr Press Z

انتقدت الدفاع التركية المناورات العسكرية الأخيرة التي أجرتها القوات الأمريكية بالمشاركة مع “الوحدات الكردية” شمال شرقي سوريا، إذ عد وزير الدفاع التركي يشار غولر، أن هذه التدريبات هي إجراء “غير مقبول”.

وقال وزير الدفاع التركي في تصريح لصحيفة “الصباح” التركية: “الأسبوع الماضي أجرى (الجيش الأمريكي) تدريبات مع الإرهابيين، نحن نراقب كل حدث عن كثب، هذا الوضع غير مقبول”.

كما أعلن غولر في كلمة له في اجتماع تقييمي سنوي، أمس السبت أنه “منذ الأول من شهر كانون الثاني، حيّد ‏الجيش التركي 2084 إرهابياً، بما في ذلك في شمالي العراق وسوريا”، مضيفاً أنه “تم تدمير إجمالي 1110 أهداف إرهابية (الوحدات الكردية) في شمالي العراق وسوريا، خاصة في الأشهر الأربعة الماضية، وتم تحييد 820 إرهابياً”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.

وتعقيباً على هذه المناورات، لفتت صحيفة “ملليت” التركية إلى أن البيان التركي المتعلق بهذه المناورات صدر عن وزارة الدفاع وليس عن الخارجية، ونقلت عن مصادر في الدفاع التركية تأكيدها أن “الولايات المتحدة تدرك جيداً أن تركيا تعرف رتب وأسماء وحتى حالة ذخيرة الجنود الأمريكيين” مضيفة أن “الولايات المتحدة يجب أولاً أن تتصرف كحليف حقيقي لكسب دعم وثقة الشعب التركي، والطريقة للقيام بذلك هي التوقف عن التعاون مع المنظمات الإرهابية، وعلى السفير الأمريكي في أنقرة أن يفكر أيضاً في احتمال أن تتوقف تركيا في لحظة ما عن التصرف كحليف”.

وفي 12 كانون الأول الفائت، انتقد غولر الدعم الأمريكي لـ”الوحدات الكردية” وقال: “إن بعض الدول الصديقة تقدم كل أنواع الدعم للإرهابيين”، متابعاً “حتى إن الإرهابيين يعلمون كيفية تشغيل طائرات الهليكوبتر، ونحن ملزمون بإبعادهم عن أراضينا”، مؤكداً أن أنقرة ترغب من وجودها شرقي سوريا بحماية حدودها من “التهديدات الأمنية” التي يتسبب بها تنظيمي “PKK, PYD”، وفق ما نقلته صحيفة “ديلي صباح” التركية.

وفي هذا السياق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 6 كانون الأول: “قريباً سننظف منطقة تل رفعت وغيرها من المناطق في الشمال السوري من المنظمات الإرهابية (الوحدات الكردية)”، موضحاً “سنؤمن في نهاية المطاف المناطق القريبة من حدودنا حيث يتجمع الإرهابيون وخاصة تل رفعت”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.

ما طبيعة المناورات العسكرية التي أُجريت شرقي سوريا؟

أطلقت القوات الأمريكية في سوريا بتاريخ كانون الأول الجاري، مناورات عسكرية مشتركة مع “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” -التي تتكون معظمها من “الوحدات الكردية”- بعنوان “مناورات السهم الأزرق” في القاعدة العسكرية التي أنشأتها واشنطن في قسرك -12 كم غرب قاعدة القوات الأمريكية في تل بيدر- وذلك بالتزامن مع تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة بين “قسد” والقوات الأمريكية بعدد من القواعد الواقعة شرقي سوريا.

وأفادت مصادر “أثر” أن المناورات في “قسرك” جرت بمشاركة نحو 300 عنصر من قوات النخبة في “قسد” التي تعتمدها القوات الأمريكية في عمليات الإنزال والمداهمة.
وفي الريف الجنوبي لمدينة الحسكة، أجرت القوات الأمريكية تدريبات عسكرية بمشاركة “قسد” في القاعدة الأمريكية بحقل غاز كونيكو شمالي دير الزور، بالتزامن مع المناورات العسكرية التي تنفذها في قاعدة قسرك غربي الحسكة.

وفي الريف الشمالي الشرقي لمحافظة الحسكة، أكدت مصادر “أثر” أن القوات الأمريكية أجرت نهاية الشهر الفائت تدريبات عسكرية داخل قاعدة خراب الجير بريف اليعربية بمشاركة 80 عنصراً من “قسد”، وبحسب المصدر تم التركيز على عمليات الإنزال الجوي وتنفيذ عدد من الإنزالات الجوية في المنطقة.

لماذا تصر واشنطن على دعم “الوحدات الكردية”؟

تشدد الولايات المتحدة الأمريكية على أنها ستستمر بدعم “الوحدات الكردية” وأكد في هذا الصدد آخر سفير أمريكي في سوريا روبرت فورد، في حديث صحافي أجراه مع وكالة “الأناضول” التركية أن “إدارة الرئيس جو بايدن لن تتخلى عن تنظيم واي بي جي/ بي كي كي” الإرهابي الذي تعده شريكاً محلياً، مضيفاً أن “إدارة بايدن مصرة على إبقاء القوات الأمريكية شرقي سوريا وهي محتاجة إلى شريك محلي هناك”.

وأضاف “إدارة بايدن تدرك انزعاج تركيا من هذه الشراكة، لكن البيت الأبيض لن يغير موقفه في هذا الخصوص”.

وفي أيلول الفائت نقلت قناة “العربية” عن مصادرها أنه في الوقت الذي يعرب فيه مسؤولون عسكريون أمريكيون عن قلقهم من تصرفات “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” إزاء المدنيين، ويوقنون أنه لا بدائل لديهم في المنطقة، وأن التحالف مع “قسد” كان ناجحاً، ولا يزال جوهرياً.

يشار إلى أنه في أيلول 2014 نشرت واشنطن قواتها شرقي سوريا، ومكّنت وجودها تمكيناً أكبر عام 2015 عندما شكّلت “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” وبدأت بتقديم الدعم المادي واللوجستي لها، وعام 2016 شنت تركيا أول عملياتها العسكرية شمالي سوريا بعنوان “درع الفرات” وسيطرت إثرها على مناطق “إعزاز وجرابلس والباب” بريف حلب شمالي سوريا وذلك بذريعة حماية حدودها الجنوبية من “الإرهابيين”.

أثر برس 

اقرأ أيضاً