أكد الرئيس بشار الأسد أن الحرب في سورية ليست “حرب الرئيس بل حرب السوريين ضد الإرهاب” منوها بأن دعم الإرهاب مازال مستمراً من دول عديدة في الشمال “فمن المبكر الحديث عن انتصار”.
وقال الأسد في مقابلة مع مجلة “باري ماتش” الفرنسية نشرت اليوم الخميس، في رده على سؤال “هل تشعرون أنكم انتصرتم في الحرب؟”: “لأكون فقط دقيقاً بهذه الكلمة، هي ليست حربي لكي أربحها أو أخسرها، لأن الرواية الغربية حاولت تصويرها بأنها حرب الرئيس الذي يريد أن يبقى في منصبه، هذه هي الرواية، ولكنها حرب وطنية.. حرب السوريين ضد الإرهاب”.
وأشار الرئيس السوري إلى أن “الجيش السوري حقق تقدماً كبيراً في هذه الحرب، ولكن هذا لا يعني أنه تم الانتصار بشكل نهائي”، منوها بأن الانتصار يتم “عندما ينتهي الإرهاب الذي مازال موجوداً في مناطق في الشمال”، مشدداً على أن “الأخطر من ذلك أن الدعم لهذا الإرهاب ما زال مستمراً.. من تركيا، ومن الدول الغربية، سواء من الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا بشكل أساسي.. لذلك من المبكر أن نتحدث عن انتصار”.
وفي رده على سؤال طرحه الصحفي الفرنسي مفاده: “هل فكرتم خلال هذه الحرب ولو للحظة أن ترحلوا، أن تذهبوا إلى المنفى مثلاً؟” أجاب الرئيس الأسد: “الحقيقة لم أفكر بذلك لسبب بسيط وهو أن هذا الخيار لم يكن موجوداً أو مطروحاً، تم طرحه فقط من قبل المسؤولين الغربيين، وهذا الطرح بالنسبة لي غير موجود، لا يعنيني في الحقيقة، لا يمكن أن أفكر بهذا الخيار إلا إذا كان صادراً عن الشعب السوري، وعندما أقول الشعب السوري فأنا أقصد الأغلبية، لا أقصد أقلية إرهابية، ولا أقلية مُصنّعة سياسياً في أجهزة المخابرات الأجنبية، ولا أقلية من الذين تظاهروا لأن قطر دفعت لهم أموالاً، هذا الشيء لم يكن مطروحاً من الأغلبية، لذلك أنا بقيت”.
ورد الصحفي على حديث الرئيس الأسد قائلاً: “لكن عسكرياً، جبهة النصرة وصلت إلى بعد كيلومترات من مكان سكنكم في عام 2013، وصلت إلى حي العباسيين، ساحة العباسيين” ليجيب الرئيس قائلاً: هذا صحيح، دمشق بقيت مطوّقة تقريباً لسنوات، أحياناً بشكل كامل وأحياناً بشكل جزئي، وكانت القذائف تسقط علينا يومياً، وهذا بحد ذاته كان دافعاً أكبر لي كي أبقى وأدافع عن بلدي، لا أن أهرب”، وأضاف: “أنا أقوم بواجبي الدستوري بالدفاع عن الشعب ضد الإرهاب، عاد أكثر من مليون سوري خلال أقل من عام، وهناك تسارع الآن، وخاصة بعد تحرير دمشق والمنطقة الجنوبية ومحيطها، طبعاً جزء من العودة يرتبط أيضاً بعودة البنى التحتية والخدمات الأخرى كالكهرباء، والمدارس، والمشافي، ومع كل أسف فإن هذه القطاعات الثلاثة هي الأكثر تأثراً بالحصار”.
ونوه الرئيس الأسد إلى أنه “في الوقت ذاته هناك ضغط غربي أيضاً على اللاجئين لعدم العودة إلى سورية لأنها بالنسبة لهم قضية إنسانية تستخدم كورقة لأهداف سياسية“.