دعا الرئيس بشار الأسد، الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ القرار بتفعيل أدواتها لاستخدامها في حال رفض الكِيان إيقاف المجازر والإبادة والتطهير العرقي في حربه التي يشنّها في فلسطين ولبنان، لأن الأولوية اليوم إيقافها، مشيراً إلى أنّ الغرب تحوّل من داعم للكِيان وجرائمه منذ قيامه إلى شريك مباشر ومعلن فيها.
وفي كلمة ألقاها الرئيس الأسد في القمة العربية والإسلامية غير العادية المنعقدة في الرياض لبحث تداعيات استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة، أكد الرئيس الأسد، أنّ “بقاء النتائج على حالها يستدعي إبقاء الأدوات المستخدمة ذاتها، أما تغيير تلك النتائج وهو ما نسعى إليه جميعاً فيتطلب استبدال الوسائل والآليات القائمة المجربة مراراً وغير المجدية تكراراً”، وفق ما نقلته وكالة “سانا” الرسمية.
وشدد الرئيس الأسد، على أنّ عدم استخدام الدول العربية والإسلامية أدواتها في مواجهة الكِيان يعني أننا “نحض على استمرار الإبادة لنصبح شركاء غير مباشرين فيها، فنحن لا نتعامل مع دولة بالمعنى القانوني وإنما مع كيان استعماري خارج عن القانون، نحن لا نتعامل مع شعب بالمعنى الحضاري وإنما مع قطعان من المستوطنين أقرب إلى الهمجية منهم إلى الإنسانية”.
وأشار الرئيس الأسد، إلى أنّه “في العام 2002 طرح العرب مبادرة للسلام فكان الرد المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين، وفي العام 1991 قررنا عربياً الدخول في لعبة النيات الحسنة الأمريكية عبر المشاركة في عملية السلام في مدريد، فكان سلامنا حافزاً لحروبهم وتشريعاً لاستيطانهم، وهذا لا يدل على خطأ في التوجهات، وإنما على قصور في تحضير الأدوات فأداتنا هي اللغة وأداتهم هي القتل، نحن نقول وهم يفعلون نقدم السلام فنحصد الدماء”.
وعلى هامش القمة، التقى الرئيس بشار الأسد، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبحثا أهمية انعقاد القمة العربية والإسلامية غير العادية اليوم في ظل ما تشهده المنطقة من تصعيد خطر للعدوان الإسرائيلي بحق بعض دولها، وأهمية تنفيذ مخرجات هذه القمة، وفق ما نقلته منصة “رئاسة الجمهورية” في وسائل التواصل الاجتماعي.
وشدد الرئيس الأسد مع ولي العهد السعودي على مركزية القضية الفلسطينية، وخطورة توسيع رقعة العدوان على دول أخرى في المنطقة، كما تناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وسبق أن التقى الرئيس بشار الأسد قبيل بدء أعمال القمة العربية والإسلامية غير العادية، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مقر إقامته بالرياض، و”بحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وجدول أعمال القمة”، وفق ما نقلته منصة “رئاسة الجمهورية”.
يشار إلى أن البيان الختامي لقمة الرياض أكد القرارات التي صدرت عن القمة المشتركة الأولى في تشرين الثاني من العام الفائت، وتجديد التصدي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان.
كما أكد البيان العمل لإنهاء تداعيات العدوان الإسرائيلي على المدنيين، ومواصلة التحرك بالتنسيق مع المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الخطرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتعريض الكيِان السلم والأمن الإقليميين والدوليين للخطر.
كما حذّر البيان الختامي من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وتبعاته الإقليمية والدولية، ومن توسع رقعة العدوان الذي امتد ليشمل لبنان ومن انتهاك سيادة العراق وسوريا وإيران دونما تدابير حاسمة من الأمم المتحدة وبتخاذل من الشرعية الدولية.
أثر برس